بن غفير والأقصى
يبدو أن مصيبة العرب والفلسطينيين بمختلف فصائلهم ليس الإحتلال ولا بن غفير ولا نتنياهو فقط ، بل بما بات "ردات فعل " مضحكة مبكية يتعاطاها كثيرون كما يتعاطى المدمنون المخدرات حيال ممارسات الإحتلال في القدس والأقصى :
ها هو محمد شتية رئيس الوزراء الفلسطيني يقول : إن اقتحام بن غفير للأقصى يشكل تحديا خطيرا لمشاعر جميع ابناء الشعب الفلسطيني" يا حرام " .
الفصائل في غزة قالت : إن هذا الفعل "استفزاز له عواقب وخيمة وهو محاولة جبانة تشكل تصعيدا خطيرا واسفزازا ينذر بحرب دينية .... يا لطيف .
السلطة الدينية الفلسطينية قالت : إن تغيير الوضع القائم يمهد للتقسيم الزماني والمكاني وهو " أمر خطير " .. يا حفيظ .
يذكرنا كل ذلك وغيره ، بأغنية غبية تطلقها الإذاعات ووسائل الإعلام الفلسطينية وبعض العربية ويرددها مشيعوا الشهداء تقول كلماتها : " عالقدس رايحين شهداء بالملايين " .. ولا نفهم أصلا لماذا يكون الضحايا بالملايين وكأن الأمر يتعلق برش ذباب ، مع ان اي قطرة عرق فلسطينية واحدة وليس قطرة دم هي اقدس من كل دماء هؤلاء الخنازير السفلة .
تقول لنا التجربة : إن الإقتحامات لن تتوقف لا ببيان ومواقف انشائية من مجلس الأمن ولا من غيره ، ولا نريد أن نحمل الفلسطينيين وحدهم مسؤولية الدفاع عن الأقصى والقدس ، فهذا المكان ليس لهم فقط ، وليس مجرد جبل مقدس وضعه الله للناس بعد الكعبة بخمسمئة سنة ، بل هو عقيدة وقبلة ودين للأمة جمعاء لو كنتم تعلمون .
إن "حقن " الشجب والإستنكار ما فعلت ولن تفعل شيئا سوى مزيد من التخدير ، وفوق الأقصى وتحته ، شتان بين إبرة تخدر ، وفأس تحفر .
جي بي سي نيوز