ويكيليكس تكشف تقييما أميركيا للأردن

المدينة نيوز - : يبدي محللون وسياسيون أردنيون نقدا لمضمون البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية في الأردن والتي نشرها موقع ويكيليكس مؤخرا، وأظهرت بحسب بعضهم "سطحية " في التقييم، فيما ركز آخرون على "نظرية الفلاتر " التي تمر بها التقييمات قبل وصولها لصانع القرار في واشنطن.
ومن بين مئات الوثائق التي نشرها "ويكيليكس " مطلع الشهر الجاري، ظهرت تقييمات عدة من سياسيين ومحليين وصحفيين لمضمون البرقيات الأميركية، فتوقف عدد من السياسيين عند تركيز السفارة على ما اعتبر "صراع الهوية " في الأردن، وتباكي البرقيات على سياسيين دون غيرهم للتدليل على وجود "صراع " بين الأردنيين من أصول فلسطينية وشرق أردنية.
وقسمت البرقيات المجتمع الأردني باعتباره أقلية أردنية مهيمنة على مؤسسات الحكم والأمن، مقابل أغلبية فلسطينية لا موقع لها في مؤسسات القرار، وانشغلت العديد من البرقيات بالتقسيمات الديمغرافية بالأردن، وهو تركيز بدا مريبا لأكثر من محلل وسياسي تناول البرقيات مؤخرا.
واللافت في الوثائق أيضا التناقض الذي أظهرته، فبينما كان السفير الأميركي السابق "بيكروفت " قد بارك عام 2007 علنا الانتخابات البرلمانية وأشاد "بنزاهتها " رغم التقارير شبه الرسمية التي اعتبرتها انتخابات شابها التزوير.
حيث وصفت برقية الانتخابات بأنه شابها تشويه وتدخل رسمي كبير، واعتبرت أن النواب من رجال المخابرات المتقاعدين، واتهمت دائرة المخابرات بأنها قدمت الدعم المادي لنواب في حملاتهم.
صراع داخلي
وبالمقابل يطالب الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية محمد المصري السفارات العربية بأن تحذو حذو السفارات الأميركية في العمل بذات الوتيرة في الدول الأجنبية والعربية على السواء.
ويلفت المصري "إلى أن برقيات السفراء تؤثر في صناعة القرار وتخلق تصورا لدى صناع القرار في واشنطن، كما أن مضمونها يظهر في نقاشات المسؤولين الأميركيين مع صناع القرار في بلادنا ". وأشار إلى ما سماه "نظرية الفلاتر " التي تشكل في النهاية انطباعات السفراء الأميركيين.
ويقول "ان هناك عدة عوامل تحدد من يعتمد السفير على تقييمهم خلال الحوارات المختلفة، والتقييم يعتمد على من يدعوه السفير للقاء، والطرف الذي يقبل اللقاء والحوار، وهذا يأتي بعد سلسلة من الفلترة لقوائم الأسماء مما يجعل التقييمات الصادرة في البرقيات متوافقة إلى حد كبير مع ما يريد السفير عكسه من آراء ".
غير أن سياسي أردني بارز تحدث مؤخرا عن أن البرقيات كشفت كم أن الأردن بات "شريحة " داخل المختبر الأميركي، كون تقييمات السفير شملت النظام بكل تفاصيله وكبار القيادات السياسية والأمنية والبرلمان والأحزاب والنقابات وشيوخ العشائر، وأغلب هذه التقييمات جاءت من سفير ودبلوماسيين وباحثين يجوبون البلاد عرضا وطولا ( محمد النجار - الجزيرة ) .