جنين ونابلس وأشياء أخرى
لم يكن أحد يتصور أن تتكشف أوراق مخزية حينما يتعلق الأمر بالتنسيق مع الإحتلال حتى خارج إطار اوسلو ، ومن باب التطوع لإثبات حسن السلوك :
تحقيقات استقصائية نشرت مؤخرا كشفت بأن سلطة رام الله فوجئت بشبان فلسطينيين في كل من جنين ونابلس يتسيدون المشهد الفلسطيني داخليا وخارجيا ، ويربكون إسرائيل بقضها وقضيضها ، فتلجأ هذه الأخيرة إلى وسائل إرهابية من قبيل اقتحامات المدن الفلسطينية التي هي تحت وصاية السلطة ، والقيام باغتيالات وعمليات قتل يومية بحق فلسطينيين من مختلف الأعمار بمن فيهم الأطفال والنساء ، ولما عجزت عن الإحاطة بهذه الظواهر الشبابية عمدت إلى الطلب من السلطة التدخل بأجهزتها الأمنية والقبض عليهم ، وهو ما تنفذه السلطة حرفيا في انتظار مكافأة ما على هذا الجهد " الوطني " .
فقد كشف التحقيق الاستقصائي من خلال لقاءات مع قادة هؤلاء الشبان سواء في جنين أو نابلس أن الإحتلال يقوم بالقتل ، بينما تقوم السلطة بإلقاء القبض عليهم وفي النتيجة سنتهي الأمر بهم إما قتلى أيضا أو في زنازين الإحتلال .. ولما لم تفلح السلطة في الإحاطة بجميع الشبان الذين قدرهم التحقيق بالمئات عمدت إلى وسيلة غاية في الخنوع تتمثل في إغراء هؤلاء لتسليم أنفسهم :
فقد كشف قائد إحدى هذه المجموعات أن السلطة عرضت وتعرض عليهم مبالغ طائلة نظير بيع بنادقهم وكذلك " شقة " و" سيارة " شريطة الكف عن مقارعة الإحتلال ، ولمن يرغب منهم ، فإن السلطة مستعدة لإدماجهم في الأجهزة الأمنية كشرطة فلسطينية ، على غرار الشرطة التي " شلحت زق " في سجن اريحا .
وبغض النظر عن نتيجة هذه المحاولات ، فقد أكدت قيادات الشبان التي تضم مختلف الفصائل بدون تمييز أنهم لن يسلموا ولن يبيعوا وطنهم بكل أموال الدنيا .
ولكن المكافأة " العكسية " التي تلقتها السلطة نظير هذه الجهود هو قرارات اتخذها نتنياهو اعتبرت صفعة خماسية على وجهها حينما أصدر قرارات انتقامية بتبني 5 عقوبات ضد السلطة بعد تحرك الفلسطينيين لدى الأمم المتحدة ، وشملت العقوبات سحب البطاقات التي منحت لقيادات السلطة والتي كانوا يتميزون بها عن غيرهم بحيث يغادرون ويعبرون بدون إعاقات إلخ .. ، وكذلك منع البناء في المنطقة " ج " التي تشكل 62 % من ارض الضفة ، وإجراءات ضد منظمات حقوقية ، وكان أهم إجراء هو مصادرة الملايين من اموال المقاصة ، وهي اموال الضرائب والجمارك التي تحصلها إسرائيل وتحولها كل شهر للسلطة ، حيث سيتم إنفاقها على ذوي " الضحايا اليهود " الذين قتلوا على يد فلسطينيين .
وبدل أن تلتحم السلطة مع شعبها بعد هذه الإجراءات رأيناها تقوم بنفس ما يقوم به الجنود الصهاينة ، حيث فرقت مظاهرات في نابلس خرجت تطالب بالإفراج عن الشباب المعتقلين ، وتم ضربهم بالغاز المسيل للدموع والهراوات وزجهم بالمعتقلات .
هذا ما يجري في فلسطين المحتلة من قبل زعامات فتح ومن قبل إسرائيل ، وإذا لم تكن وطنيا فاصنع ما شئت .
جي بي سي نيوز