مقال أعجبني واردت ان اطلعكم عليه
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لم يكن إعرابياً يحكم عشيرة على حافة الصحراء ، بل كان رئيس دولة يحكم السعودية والكويت والبحرين والإمارات وعمان وقطر والأردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر وليبيا و وتونس والمغرب والجزائر .
كان عمر بن الخطاب يحكم كل هذه الدول على اتساعها وعدد سكانها الكبير في ذلك الوقت ، كان يحكمها بدون أن يتدخل السفير الأمريكي أو البريطاني ، وكان يجلس في بيته في المدينة المنورة يصلي ويقضي . يحكم ويعدل ويستقبل السفراء والرسل من الدول العظمى والصغرى
بدون أن يكون في الديوان الأميري خمسة الآف موظف ، ألف لخدمة السيدة الأولى زينب بنت مظعون أو جميلة بنت ثابت .
حينما شارف عمر على الموت انتدب عشرة من أفضل الصحابة رضى الله تعالى عنهم المقربين الورعين ، وقال لهم : زكوا خليفة للمؤمنين من بعدي .
قالوا : وإذا اختلفنا .
قال : كونوا مع الأكثرية .
قالوا : فإن كنا خمسة لخمسة .
قال : ليكن عبدالله بن عمر معكم يرجح الكفة ، ولكن لا يكون ابن عمر خليفة على المؤمنين ،
قالوا : ولم ذلك يا أمير المؤمنين ؟
قال : إنه مطواع لزوجته .
لم يكن يرى عمر بن الخطاب أن ابنه راوي الحديث التقي الورع صالحا للقيادة لأنه مطواع لزوجته والدول لا تقاد بمشورة الزوجات ، بل بالمجالس والهيئات.
أمير المؤمنين الذي كان القوة العظمى الوحيدة في النظام العالمي آنذاك ، زوج ابنه وفلذة كبده من إبنة بائعة اللبن لأنها ورعة تقية وتخاف الله ولم يذهب ليبحث عن نسب من اللصوص أو ممن لا ذمة لهم ، حتى إذا سرقوا الدولة فروا من المدينة المنورة إلى عاصمة الرومان أو الفرس أو غيرها من عواصم الغرب الذي يمثل علينا كل أصناف الطهر بينما هو ليس أكثر من غانية في ثياب تقية.
أمير المؤمنين كان يعلم ان الدول لا تبنى باللصوص وحثالات المجتمعات الذين لا هم لهم إلا نهب ثروات المواطنين وترويعهم في أرزاقهم وإبقائهم تحت مستوى خط الفقر بألف عام .
أنسباء أمير المؤمنين لم يكونوا رؤساء مجالس لشركات ، ولا سماسرة لبيع ثروات البلاد والعباد ، ولم يكونوا فارين من وجه العدالة وإلا لاستجلبهم عمر من أقصى الأرض وأوقع عليهم الحد والقصاص ، وقد جلب ابن عمرو بن العاص من مصر ليجلده ويحلق له شعره لأنه أذى مواطنا ويقال ذميا .
الدول لا تبنى إلا بالعدل ، ولا تنهض إلا حينما يكون الحاكم والمحكوم محكومين للقانون وهما أمام القانون سواء ،
ذاك عمر وذا أنتم وهذا هو الله يسمع ويرى فهل أنتم منتهون ..!!