فضيحة اللقاءات السرية والثلاثاء الأحمر
بعد استشهاد أحد عشر فلسطينيا وإصابة أكثر من مئة في توغل اسرائيلي بنابلس خرجت علينا السلطة باستنكار وتهديد يتضمن توجهها لمجلس الأمن ، وهو ما اثار سخرية ملايين الفلسطينيين في الداخل والخارج .
الفضيحة التي كشفتها التسريبات الأمريكية تميط اللثام عما يجري خلف الأضواء في فلسطين والضفة تحديدا ، وأيضا ما يتعلق بنابلس وجنين ومخيمها .
وقبل الخوص في ما قالته المصادر الأمريكية ، فإننا نذكر بما قالته عرين الأسود نفسها من خلال لقاءات إعلامية بالفيديو ، عندما كشفت بأن السلطة عرضت عليهم رشاوى تتمثل بمنح كل عضو في العرين شقة وسيارة ، وإن أراد أيضا يتم تفريغه للعمل في أجهزة الأمن نظير إلقاء السلاح ، وهذه تصريحات موجودة على يوتيوب وغيرها .
ما قلناه آنفا ، يفسر ما نشره موقع axios الأمريكي عن لقاءات سرية جرت بين مسؤولين في السلطة ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي .
فقد قال الموقع إن اللقاءات هذه عقدت قبل أكثر من شهرين بين الجهات الصهيونية المذكورة وبين رئيس السلطة شخصيا ، بهدف ما تطلق عليه الولايات المتحدة " تهدئة التوتر " في الضفة الغربية .
وكشف الموقع أن مستشار الأمن القومي الصهيوني اجرى اتصالات سرية ايضا ولمرات عدة مع حسين الشيخ أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأن اللقاءات تمت كذلك وجها لوجه .
اللافت في هذه اللقاءات : أن الطلب الأسرائيلي لم يتركز لا على انسحابات ولا وقف اقتحامات وتجميد استيطان ولا غيره ، بل إن الجانب الصهيوني ركز على شيئ واحد فقط : وهو أن تقوم السلطة بتعليق التصويت في مجلس الأمن ضد بناء المستوطنات وحقيقة الاحتلال .
من هنا جاءت سخرية الفلسطينيين التي تحدثنا عنها بعد أن قالت السلطة : إنها ستلجأ لمجلس الأمن والمحافل الدولية ضد اقتحام نابلس الأخير ، مع التذكير أنها سحبت طلبها الأول بالتصويت في مجلس الأمن بناء على هذه التفاهمات .
بعد هذا التسريب ، تبرز أسئلة تكمن إجاباتها في نفسها ، ومع ذلك لا بد من طرحها جريا على طريقة الاستفهام الاستنكاري :
لمصلحة من ألغت السلطة التصويت في مجلس الأمن في المرة الأولى ، ونعتقد ستفعل ذلك هذه المرة أيضا .. ولمصلحة من فتحت قناة سرية مع الإحتلال في أوج الاقتحامات وعلى حين غفلة من شعبها ، ولمصلحة من عرضت الشقق والسيارات والتوظيف على أعضاء عرين الاسود ..
والسؤال الأهم :
هل كانت السلطة تعلم باقتحام الجيش لنابلس يوم الثلاثاء الأحمر ؟.
جي بي سي نيوز