البنك الدولي: 25% من دخل الأمهات في الأردن يذهب لخدمات رعاية الأطفال
المدينة نيوز : - أطلق البنك الدولي اليوم الخميس، التقرير الثاني الرئيسي عن حالة المرأة في المشرق، تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة.
ويبحث التقرير الذي جاء بعنوان “من يقدّم الرعاية؟ أعمال الرعاية ونتائج سوق العمل للمرأة في العراق والأردن ولبنان”، الأثر المحتمل لسياسات الرعاية في تحسين مخرجات سوق العمل للمرأة في منطقة تُسجل فيها مشاركة النساء في القوى العاملة أدنى المعدلات في العالم.
وعلى الرغم من التباين في ما بين بلدان المشرق على صعيد بنية سياسات إجازات العمل ومدى سخائها، فإن هذه السياسات تعزز بوجه عام توزيع مسؤوليات الرعاية على أساس أدوار كل من المرأة والرجل.
علاوة على ذلك، ومع محدودية الخدمات العامة المجانية والدعم المالي للأسر، فإن خدمات رعاية الأطفال المتوفرة ذات الجودة المعقولة تكون ذات كلفة عالية بحيث لا يمكن للكثير من الأسر تحملها. وبالنسبة للعديد من الأمهات، لاسيما الأمهات ذوات مستوى التعليم المتدني، فإن تكلفة خدمات رعاية الأطفال المتاحة في السوق تشكل نسبة كبيرة من دخلهن الفعلي أو المحتمل، حيث تتراوح من 25% في الأردن إلى أكثر من 100% في لبنان. ونتيجة لذلك، يبقى معدل الالتحاق بخدمات رعاية الأطفال منخفضاً في بلدان المشرق.
وتعليقاً على ذلك، قال جان كريستوف كاريه، المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي: “لا تتّسق سياسات الرعاية الحالية في المشرق تماماً مع هدف دعم النساء والأمهات الراغبات في البقاء في سوق العمل أو في الالتحاق بها. إن دعم تطوير قطاع الرعاية من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق منافع هائلة للأطفال والآباء والأمهات كما وللاقتصاد عموماً في كل من العراق والأردن ولبنان.”
تقضي الأمهات في المشرق وبشكل يومي ضعف الوقت الذي يقضيه الآباء في رعاية الأطفال وثلاثة أضعاف الوقت الذي يقضيه الآباء في القيام بالأعمال المنزلية. وبالنسبة للأمهات العاملات، فإن “يوم العمل” المعتاد – مع الأخذ في الاعتبار العمل المدفوع وغير مدفوع الأجر – تتراوح عدد ساعاته بين 12 و14 ساعة. لذا ليس من المستغرب أن ينخفض احتمال نشاط المرأة في سوق العمل بنسبة 1 إلى 3 نقطة مئوية مقابل كل ساعة تقضيها في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر.
وفي هذا الصدد، قالت سيلفيا ريدالي، الخبيرة الاقتصادية الأولى والمشاركة في كتابة التقرير: “هناك طلب غير مستغل على خدمات رعاية الأطفال ذات الجودة والتكلفة الميسورة. ويمكن أن تؤدي معالجة القيود القائمة على مستوى العرض للخدمات ذات الجودة والتكلفة الميسورة إلى رفع مستوى مشاركة النساء في القوى العاملة بنسبة عالية.”
وعلى الرغم من الأعراف السائدة التي تتوقع أن تتولى الأمهات دون الآباء مهمة رعاية الأطفال في المقام الأول، أبدت العديد من أمهات الأطفال دون سن الدراسة الابتدائية اللائي لا يستخدمن حالياً أي نوع من خدمات رعاية الأطفال اهتمامهن باللجوء إلى هذه الخدمات إذا كانت متاحة ومن ثم الالتحاق بسوق العمل. ويمكن أن تؤدي تلبية الطلب غير المستغل على خدمات رعاية الأطفال في الأردن ولبنان إلى زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة بنسبة 7 نقاط مئوية إذا تم توفيرها بشكل مجاني، وبنسبة نقطتين مئويتين إذا كانت متاحة لقاء أجر. أما في العراق، فإن تأثير زيادة خدمات رعاية الأطفال على مشاركة الإناث في القوى العاملة أقل نسبياً، مع توقع زيادة قدرها 1.7 نقطة مئوية فقط إذا تم توفير خدمات رعاية الأطفال بشكل مجاني، وزيادة بنسبة 0.5 نقطة مئوية إذا كانت متاحة لقاء أجر.
ويخلص التقرير كذلك إلى أن أكثر من 50 في المائة من النساء في الأردن ولبنان، ونحو 16 في المائة في العراق، يعربن عن اهتمامهن بالعمل في قطاع الرعاية، إما من خلال بدء نشاط رعاية نهارية و/أو العمل بأجر (بدوام كامل أو بدوام جزئي) في أحد مراكز الرعاية النهارية.
واستناداً إلى تحليل ومراجعة أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، يحدد التقرير الحاجة إلى اتباع نهج ثلاثي المحاور لتحقيق ما يلي: (1) توزيع أكثر إنصافاً لعبء أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر داخل الأسرة؛ و(2) تحسين الدعم الذي تقدمه الدولة لتلبية احتياجات الأسر من خدمات الرعاية، ولا سيما للأسر المنتمية للفئات الأكثر احتياجاً؛ و(3) تهيئة بيئة مواتية لتقديم خدمات رعاية الأطفال ذات جودة وبكفاءة.
*نبذة عن برنامج تمكين المرأة في المشرق:
يُعد برنامج تمكين المرأة في المشرق مبادرة مشتركة بين البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية، ويختص بتقديم المساعدة الفنية بغرض تعزيز الفرص الاقتصادية للمرأة في كلٍ من العراق والأردن ولبنان، وذلك لتحفيز قيام مجتمعاتٍ أكثر شمولاً واستدامةً وسلميةً ويعود النمو الاقتصادي فيها بالنفع على الجميع. وبالتعاون مع حكومتي كندا والنرويج، فإن البرنامج تتم مساندته وبشكل رئيسي من جانب الصندوق الشامل للمساواة بين الجنسين الذي يعتمد على مساهمات سخية من كلٍ من أستراليا وكندا والدانمرك وفنلندا وألمانيا وأيسلندا وأيرلندا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وصندوق ويلسبرينغ الخيري.