مسؤولة أميركية : الأردن قائد بمكافحة الإرهاب
المدينة نيوز :- اعتبرت نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي للشرق الأوسط دانا سترول، أن الأردن يعتبر قائدا في مكافحة الإرهاب، لا سيما فيما يتعلق بمحاربة تنظيم داعش، مؤكدة ان مستوى الاستثمار الذي استثمرته الولايات المتحدة وخصيصا وزارة الدفاع في المنطقة واضح جدا وانه استثمار والتزام طويل جدا ولن يتغير.
وأكدت سترول أهمية التعاون القائم بين الولايات المتحدة والأردن فيما يتعلق بمواجهة هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية، موضحة أن الأردن طالما كان شريكا استراتيجيا وقويا في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش، وخصوصا خلال العقد الأخير.
وقالت: “عندما رأينا داعش تتوسع بشكل كبير في سورية والعراق، فإن الأردن وقف وقفة قوية وساهم مساهمة كبيرة ومفيدة في مواجهة التنظيم، فمقاتلوكم يطيرون مع مقاتلينا، وأيضا قواتكم المسلحة تقف جنبا إلى جنب مع قواتنا المسلحة”.
وأضافت أن “جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية أيضا لديهم رؤية حول ما يجب اتخاذه لهزيمة هذا التنظيم الإرهابي، ليس فقط ما نقوم به عسكريا بل أيضا أيدولوجيا، والتأكد من أن قادتنا يجلسون معا ليفهموا ويتناقشوا ولنفهم ما الذي تسعى إليه داعش”.
وضربت مثالا على تلك الرؤية، باجتماعات العقبة التي أطلقها جلالة الملك: “لنتأكد من أننا ننتبه ليس فقط إلى أنشطة داعش هنا في الإقليم، بل أيضا في أفريقيا وأماكن أخرى من العالم”، مبينة أن هذا “مثال عظيم للقيادة الأردنية التي تقدرها وتثمنها الولايات المتحدة لغاية”.
وردا على سؤال عن دور أميركي لمساعدة الأردن في منع أي تجاوزات تمس حدوده الشمالية بأي شكل ومن أي طرف كان، قالت سترول: “هناك دور أميركي بالتأكيد، وهناك توافق بين البلدين ومع القادة الأردنيين بأن تهريب المخدرات القادم من سورية إلى الأردن هو قلق كبير، يقوض ليس فقط صحة وسلامة الأردنيين وأمن الحدود بل يهدد أيضا كامل الإقليم”.
أضافت: “نحن نعمل مع خدماتكم الأمنية اليوم حول كيفية تعزيز امن الحدود، ولدينا عدد من البرامج لفعل ذلك، ووقف تهريب المخدرات”، مشددة على أن الأردن “شريك استراتيجي في التفكير بهذا التهديد الإقليمي الواسع، وهناك برامج محددة نعمل على تنفيذها يوميا مع الحكومة الأردنية لمعالجة أثار هذه الظاهرة على المملكة”.
وحول التزام القيادة الأميركية تجاه الأردن واستقراره وحجم المساعدات العسكرية الأميركية إلى الأردن هذا العام، قالت سترول إن الولايات المتحدة أبرمت أهم مذكرة تفاهم بينها وبين الأردن لتقديم المعونات للمملكة في تاريخ البلدين مدتها سبع سنوات، وبالتالي هي أطول مذكرة تفاهم أو اتفاقية للمعونات العسكرية.
وتابعت: “هذه الاتفاقية فيها مستوى عال من المعونات العسكرية، وهذا انعكاس لاستثمار الولايات المتحدة في أمن واستقرار الأردن، وهو انعكاس أيضا لثقتنا بالقوات المسلحة الأردنية، التي قد اتخذت خطوات كبيرة في التحسين والتطوير وبناء قدراتهم”.
وأشارت إلى أن “مذكرة التفاهم هذه أيضا تحتوي على معونات غير عسكرية، كمعونات اقتصادية؛ لأن الاقتصاد الأردني المتعافي المزدهر ليس فقط مهما لعلاقتنا الثنائية بل أيضا لكل الإقليم”، مؤكدة أن هذه الاتفاقية مثال رئيسي لهذه الشراكة الاستراتيجية، ومستوى التزام وشراكة الولايات المتحدة لتعزيز نجاح الأردن.
وحول خطط واشنطن لدعم مصالح شركائها وحماية قواتها في المنطقة، أكدت سترول أن حماية القوات الأميركية في الإقليم هي الأولوية الرئيسية لوزير الدفاع لويد اوستن وأيضا لجميع المسؤولين، اذ
ما يزال لدينا 34 الف جندي أميركي هنا في الشرق الأوسط، موزعون في العديد من القواعد الجوية، يعملون يوميا على دعم الدفاع عن شركائنا وتوفير الفرص وتوسيع التعاون والامن المشترك.
وتابعت: “وهم ايضا موجودون لدعم شركائنا، وكذلك اذا اضطررنا للاستجابة الى اية ظروف طوارئ او ازمات، لكننا نعرف ايضا بان بعض القوات الاميركية معرضة للتهديد خاصة في سورية، حيث ان القوات الاميركية تتعرض للهجوم من قبل ايران والميليشيات المدعومة منها، وبالتالي أولا نحن نعمل على دعم قدراتنا وتدابيرنا الدفاعية، وبالنسبة للولايات المتحدة الوضع مختلف تماما عن الاطراف الاخرى الذين يسعون إلى التواجد في المنطقة”.
وأضافت: “نحن عندما نسعى لتعزيز قواتنا الدفاعية؛ لأننا نشاركها مع شركائنا، سواء كانت المعلومات الاستخباراتية او الإنذارات المبكرة، باعتبارها افضل طريقة للدفاع عن أنفسنا”.
وضربت سترول مثالا على الكثير من الانشطة المزعزعة للاستقرار من قبل ايران، والتي “تهدد ليس فقط القوات الاميركية بل شركاءنا وحلفاءنا في الاقليم، بما في ذلك الطائرات المسيرة وأسلحة متقدمة يستخدمونها ضد شركائنا وحلفائنا، فما تفعله الولايات المتحدة بداية هو تشاركها بالمعلومات الاستخباراتية والانذارات المبكرة، ثم نشرح ما نفهمه عن هذه الشبكات الارهابية، واتخاذ الاجراءات لإيقافها، والعمل أيضا مع شركائنا لتعزيز الدفاع المشترك”.
وأكدت أنه “كلما كان عملنا معا أفضل رفعنا التكلفة على اعدائنا وخصومنا الذين يسعون الى تهديد مواطنينا او اراضينا، وهذا ما نفعله في الاقليم”.
وردا على سؤال عن التخوفات من انسحاب الولايات المتحدة من منطقة الشرق الاوسط او الابتعاد عنها، قالت سترول: “هناك قلق في الاقليم، نعم الولايات المتحدة ربما ستغادر المنطقة، لكن عندما ننظر الى مستوى الاستثمار الذي استثمرته الولايات المتحدة وخصوصا وزارة الدفاع، فواضح جدا بان استثمارنا والتزامنا طويل جدا ولن يتغير”.
وأضافت: ” لدينا اكثر من 34 الف جندي في قواعد مختلفة في الاقليم ويعملون مع شركائنا وحلفائنا يوميا، لكن الموضوع لا يتعلق فقط بما لدينا، بل ما نستطيع ان نرسله ديناميكيا الى الإقليم بناء على التعاون العسكري، وذلك لتوسيع امكانية العمل المشترك”.
وتابعت: “إذا كانت هناك ازمة فإن لدينا الشراكة والقدرة على العمل المشترك مع القوات المسلحة الأردنية وآخرين في الاقليم، لنأتي بشكل سريع ولنعمل جنبا الى جنب لمواجهة الأزمات”.
وأكدت سترول ان استثمار الولايات المتحدة “على الرغم من انه واضح جدا من خلال تواجدنا اليومي، الا اننا ايضا نعمل على توسيع البنية العسكرية، ونحن نرى بأن الطريق الافضل لمكافحة التهديدات التي تواجه الاقليم ليست فقط ثنائية بل متعددة الاطراف، ولهذا فنحن نسعى الى توسيع وتعزيز مشاركة المعلومات الاستخباراتية وايضا الأمن البحري وأمن الحدود”.
واشارت إلى استضافة الاردن تمرين الاسد المتأهب الذي يعتبر الاكبر عسكريا كمثال للتعاون المشترك متعدد الاطراف في المنطقة، موضحة ان المملكة قريبا ستشارك في تمرين (الآي ميكس)، اذ لدينا الكثير من التمارين والمشاركات لمكافحة التهديدات المشتركة.
وقالت: “عندما يرى الاعداء والخصوم هذا التعاون مع الشركاء في الاقليم، فإن هذا يرسل اشارة قوية لالتزام الولايات المتحدة بهذا الجزء من العالم والقادة، والناس أولا، وثانيا من شأن ذلك أن يرفع التكلفة على الخصوم والاعداء، فعندما ينظر الخصوم والأعداء بأنهم عندما يهددون الأردن فإنهم يهددون الولايات المتحدة، وبالتالي تصبح النظرة مختلفة ونستمر بتوسيع الشراكة الثنائية، وكل هذه البنية العسكرية الاقليمية”.
وعودة لتنظيم داعش، قالت سترول إنه “كجزء من التحالف الدولي لهزيمة التنظيم الذي ما زال يعمل في 80 دولة، حافظت الولايات المتحدة على وجودها العسكري في العراق وسورية”، مشيرة الى أن “عمل هذه القوات في العراق هو بدعوة من الحكومة العراقية، وتحت قيادة القوات العراقية التي ما زالت تواجه ضغطا لمكافحة إرهاب داعش، وفي شمال شرق سورية لدينا تقريبا 900 جندي اميركي يعملون من خلال شريك محلي هو القوات الديمقراطية السورية لمكافحة الارهاب هناك”.
واوضحت سترول ان القلق الرئيسي لدى الولايات المتحدة الاميركية يتأتى من مقاتلي داعش الذين هم رهن الاعتقال، اضافة إلى وجود اكثر من 50 الف طفل وزوجة يعيشون في مخيمات شمال سورية، استحوذت عليهم داعش لإعادة تعويض مقاتليها المفقودين، اذ يبدو ان الاطفال في مخيمات النازحين سيكونون الجيل القادم لداعش”.
وأضافت: “ما تفعله الولايات المتحدة حاليا هو مساعدة القوات الديمقراطية السورية للتأكد من ان سجناء داعش يستطيعون ان يعيشوا بكرامة وأمن، وعندما نعمل على اعادتهم الى بلدانهم الاصلية يجب ان يحصلوا على الخدمات لإعادة دمجهم في مجتمعاتهم”.
واعادت التأكيد ان واشنطن “تساعد القوات سورية الديمقراطية ليتمكن هؤلاء الناس من العيش بأمن وسلام، وايضا للحفاظ على مستوى عال من المعونات الانسانية، وكذلك نقدم مساعدات للدول الاخرى لتسهيل عودة هؤلاء السجناء”.
وحول الجهود التي يتم بذلها لمحاربة تنظيم داعش على المستويين الأمني والإيديولوجي، اكدت سترول “أهمية ذلك في الهزيمة التي سنلحقها بداعش، من خلال العمل ليس فقط عبر القوات المسلحة والجيش، بل يتطلب الامر من جميع الحلفاء أو الشركاء الذين يريدون ان يروا هزيمة داعش، توفير فرص اقتصادية في المناطق المستقرة بحيث لا يلجأ المستضعفون إلى الالتحاق بالتنظيمات الارهابية، إضافة إلى تلقي دعم حكوماتهم ومجتمعاتهم المحلية لتوفير خدمات لمكافحة التطرف”.
وأكدت سترول أن الأردن “قائد رئيسي جدا لتوفير برنامج لمكافحة التطرف ومساعدة هؤلاء الذين خدعوا بالمنظمات الإرهابية العنيفة، ليجدوا طريقا مختلفا وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم”.
وردا على سؤال عن الدور الذي يلعبه الأردن في مكافحة الإرهاب، قالت سترول إن “الإردن يعتبر قائدا في مكافحة الارهاب، اذ ظهرت قيادته ذلك من خلال اجتماعات العقبة، ومساهمة الاردن في التحالف الدولي لهزيمة داعش”، واصفه المشاركة الاردنية في مواجهه الارهاب بـ”العظيمة”.
وجددت التأكيد بأن “الدور الأردني في مواجهة الإرهاب ليس محصورا بما تقوم به الاجهزة الامنية او القوات المسلحة فقط، بل في القيادة والحكومة الاردنية التي تدرك بأننا يجب علينا ان نستغل كل أدواتنا للامن الوطني، الذي يشمل أيضا الجانب الاقتصادي والدبلوماسي والإيدلوجي وكل الجوانب، ولهذا دائما يأتي القادة الأميركيون ليتناقشوا ويتشاوروا مع جلالة الملك بهذا الخصوص، وأعضاء الكونجرس الأميركي يريدون دائما أن يسمعوا وجهة نظر جلالة الملك الذي لديه رؤية ملهمة وتوصيات حول مواجهة هذا التهديد العالمي”.
الغد - زايد الدخيل