“بندقية” مع “الخارطة” والتوقيع “منظمة عسكرية”.. “ملصق” إسرائيلي جديد أغضب الأردن والسلطة- (تغريدة)
المدينة نيوز - سابقتان سجلهما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بخصوص “الأزمة” مع حكومة اليمين الإسرائيلي ظهر الخميس وبصيغة تظهر حجم الارتباك السياسي الذي ينتج في عمان رسميا عن “عدم ظهور بيان رسمي” لحكومة بنيامين نتنياهو “يتنصل” من تصريحات وخارطة وزير المالية الصهيوني
السابقة الأولى تمثلت في استخدام الوزير الصفدي أثناء اتصال هاتفي مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية مرتين على الأقل ولأول مرة لعبارة “أرعن ومقزز” في وصف مخالفات وتصريحات وزير المالية الإسرائيلي.
الوصف المشار إليه عكسه الصفدي أيضا على حكومة نتنياهو نفسها وهو يطالب بوريل والمجتمع الدولي بوضع حد لسلوك “الكراهية” في حكومة إسرائيل.
في السابقة الثانية إسقاط أردني نادر أيضا للذريعة التي يستخدمها نتنياهو وبعض الأمريكيين في تبرير “الصمت على الكراهية” والمتمثلة في فكرة “منع الائتلاف الهش” لوزارة نتنياهو من السقوط.
هنا حصرا شدد الصفدي على أن الصمت على مثل هذه التصريحات والمواقف العنصرية بذريعة حسابات توازنات الائتلاف الحكومي أمر مرفوض وخطير لن يسهم إلا في تأجيج التوتر وانتشار هذا الفكر المتطرف.
وتعني السابقتان عموما بأن صدر الأردن الرسمي في الدولة العميقة ضاق ذرعا بتصرفات وتضليلات نتنياهو وطاقمه وأن التوجيهات العليا واضحة الملامح للوزير الصفدي وطاقمه بالتعبير عن ذلك الانزعاج علنا لإيصال الرسالة أولا للمجتمع الدولي، ولاحتواء ردود الفعل الداخلية في الشارع الأردني ثانيا خوفا من انفلات الاعتصامات بعد صلوات التراويح قرب مساجد عمان في سهرات شهر رمضان المبارك بالتوازي مع ارتفاع حدة الغضب الأهلي.
تبحث عمان عبر القنوات الدبلوماسية عن “أوسع ضمانات” ممكنة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حتى ينتقل الضغط على حكومة نتنياهو من مستوى اللفظ الدبلوماسي والاعتراضي إلى مستوى الإجراء وسياسة “تدفيع الثمن”.
لذلك ركز الصفدي حسب وكالة الأنباء الرسمية الأردنية بترا في اتصاله مع بوريل على خطورة الفكر العنصري المتطرف الذي تبدى بشكل أرعن ومقزز في تصريحات وتصرفات وزير المالية الإسرائيلي الذي أنكر وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية من على منبر يحمل خريطة مزعومة لإسرائيل تشمل دولة فلسطين المحتلة والأردن.
والتركيز الأردني هنا له ما يبرره في غضون تطورات الساعات القليلة الماضية فعمان أغضبها حسب مصادر مطلعة استمرار مسؤولين أمريكيين وأوروبيين في الحديث عن “استقرار ائتلاف نتنياهو” باعتبار “الصبر عليه” من “احتياجات التهدئة” وعلى أساس القناعة بأن سقوط الائتلاف الحالي يعني بالرأي الغربي أن يترأس حكومة إسرائيل المقبلة سيمرويتش نفسه أو أيتمار بن غفير.
والأردن بدأ يرى في ذلك “التخويف” ذريعة يستعملها نتنياهو وفرصة لاستعراضات الكراهية التي يمثلها الثنائي بن غفير- وسيموريتش في عملية ابتزاز قيل خلف الكواليس أنها “رخيصة” للمجتمع الدولي، الأمر الذي يبرر برأي عمان شرعنة لعبة التضليل وتخلي الجانب الإسرائيلي عن “التزامات محددة” متفق عليها.
في الأثناء تلاحظ غرفة القرار الأردني بأن ذريعة توازنات الائتلاف الحاكم في إسرائيل بدأت تتسبب بالمزيد من التأزيم والتوتير وتوفر الحماية للمتطرفين في المجتمع الإسرائيلي حيث تقارير من سفارة الأردن في تل أبيب تحدثت بتوسع عن “ترويج واسع النطاق” في أوساط المستوطنين المتشددين لـ”ملصق قديم” وملون اليوم تم إصداره مجددا ويتضمن نفس الخارطة التي أغضبت الأردن عندما اعتبرت المملكة والضفة الغربية جزءا من “إسرائيل الكبرى”.
الملصق المشار إليه لوحظ بكثافة على منابر وفي يد المؤيدين لسيموريتش وبن غفير ويتضمن خارطة الأول نفسها مع “إضافات” اعتبرت السلطات الأردنية والفلسطينية معا ظهورها رسالة سلبية للغاية.
وفي النسخة الحديثة من تلك الخارطة صورة إسرائيل الكبرى تضم الأردن وفلسطين مع يد تحمل “بندقية” وعنوان يقول “المنظمة العسكرية الوطنية اليهودية لإسرائيل الكبرى”.
ويمكن الإشارة إلى أن ظهور تلك الخارطة لدى قطاع واسع من المستوطنين خطوة إضافية استفزت الخارجية الأردنية.
القدس العربي