الطفل مالك وأصدقاؤه يدفعون من براءتهم ثمن الركوب مع الغرباء

تم نشره الخميس 15 أيلول / سبتمبر 2011 02:20 صباحاً
الطفل مالك وأصدقاؤه يدفعون من براءتهم ثمن الركوب مع الغرباء
المدينة نيوز - لم يعط الطفل مالك (13 عاما) أهمية للنصيحة المتكررة من الأهل بأن يتحاشى أية عروض لمرافقة شخص غريب تحت أي إغراءات كانت. ولعل براءته، التي تظهر في عينيه الصغيرتين، خانتاه ذلك اليوم، ولم تساعداه على إدراك أن ناقوس الخطر قد اقترب منه!
مالك، الذي كان يهم وأصدقاؤه الأطفال الاثنين الماضي، بالعودة إلى منازلهم، بعد وجبة لهو ولعب بكرة القدم في الساحة القريبة من بيوتهم في منطقة "المناخر" في سحاب، فاجأه، وهو في أعلى درجات الحماسة في لعبته، شخص غريب، وقف إلى جانب الساحة، في سيارته "البك اب"، وراح يعرض عليه وعلى مجموعة من أصدقائه، إيصالهم إلى بيوتهم.
غير أن الرجل الغريب، ربما لاحظ ترددا من قبل الطفل مالك وأصدقائه، فبادر فورا لطمأنتهم بأنه يعرف أهالي مالك  منذ زمن بعيد، ووعدهم بأنهم سيكونون في "أيد أمينة".
ومالك، الذي زارته "الغد" امس على سرير الشفاء في مستشفى التوتنجي شرقي عمان، يستذكر كيف انطلق ذلك الغريب في سيارته، بعد أن قفز الأولاد الى "صندوق" البك اب"، لتوصيلهم الى منازلهم. لكن سيارة الغريب سارت مسرعة في طريق مختلف عن طريق منزل مالك ورفاقه، الأمر الذي دفع الأطفال المنقولين إلى "جهة غير معلومة"، لمخاطبة السائق "هاذا مش طريق دارنا يا عمو"، كما يستذكر مالك.
غير أن صمت ذلك الغريب امام تكرار السؤال والاستهجان الممهور برعب الأطفال، اشعر مالك ورفاقه تلك اللحظة أن خطرا كبيرا يقودهم اليه السائق الغريب، ما دفع الأطفال المرعوبين الى محاولة الهرب، والقفز تباعا إلى خارج السيارة، بدون الاهتمام بتبعات الوقوع من سيارة تسير مسرعة، ليترامى الأطفال هناك وهناك، على أطراف الشارع.
بدورها، تشير أم مالك، التي ترافق ابنها المصاب في المستشفى، إلى أن الأطفال، جميعا، لحقت بهم إصابات وجروح متنوعة، فيما بقي ابنها مالك ملقى على الأرض بعد أن شج رأسه من صدمة الوقوع، ما تسبب له بنزيف حاد في رأسه ووجهه، وعندها توقف السائق وعاد ليستطلع الأمر، كما يبدو، وعندما رأى حالة مالك المضرج بدمائه، أخذه إلى مسجد مجاور، ومسح بالماء على وجهه، قبل أن يتركه مكانه يصارع الألم والنزيف والخوف، ويولي هاربا من المكان.
وقالت ام مالك، التي لم تفارق الابتسامة وجهها، على الرغم من مصاب ابنها، إنها تحمد الله ان ولدها الوحيد نجا من الموت، وهي التي عانت طويلا قبل ان يرزقها به الله قبل وفاة زوجها منذ ثلاث سنوات، وقالت "الحمد لله إنها اجت على هيك، ومصير الغريب ينال عقابه".
مالك لم يكن المتضرر الوحيد من الحادث، إذ تضرر صديق آخر له في إحدى عينيه، لكنه خرج من المستشفى بعد الحادث بيوم، لأن إصابته كانت متوسطة، وفق أم مالك.
وبينت أم مالك لـ "الغد" انها تقدمت بشكوى الى مركز امن احد، في منطقة سحاب يوم الحادث، ضد الشخص الذي تسبب بما جرى لابنها الوحيد، حيث ابلغتها الشرطة ان البحث ما يزال جاريا عن الشخص المتسبب.
أم مالك، وهي والدة لخمس بنات اضافة الى مالك، تسكن وعائلتها في منطقة "المناخر"، في بيت كانت حصلت عليه ضمن اسكانات المكرمة الملكية للأسر العفيفة، ولا تتقاضى سوى 150 دينارا من وزارة التنمية الاجتماعية بعد وفاة زوجها.
منطقة "المناخر"، كما تقول ام مالك، خالية من الخدمات العامة، وهي منطقة شبه مقطوعة، حيث لا توجد فيها أسواق تجارية أو وسيلة مواصلات، ولعل هذا الأمر كان من الأسباب التي دفعت ولدها مالك وأصدقاءه إلى الركوب مع شخص غريب. مبينة أنها تدفع مبلغ 70 دينارا شهريا مقابل أجرة باص، ينقل بناتها من المنزل إلى مدارسهن يوميا.
مصدر مطلع في الأمن العام افاد لـ "الغد" ان السيدة ام مالك تقدمت بالفعل بشكوى حول اصابة ابنها، وان التحقيق والبحث ما يزال جاريا عن الفاعل.(الغد)


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات