تقرير استخباري إسرائيلي يتوقع ذهاب الأمور لـ " التصعيد أكثر من الهدوء "
المدينة نيوز :- كشف تقرير استخباري إسرائيلي جديد، بأن الأوضاع الميدانية ذاهبة للتصعيد أكثر من التوصل إلى الهدوء، في ظل المؤشرات على الأرض، وذلك عقب إعلان مسؤول كبير في حركة حماس، بأن المقاومة أصبحت تشكل هاجسا كبيرا للاحتلال، مؤكدا امتلاك المقاومة للأدوات التي توقف أي عدوان إسرائيلي، فيما تستمر الجهود التي يبذلها الوسطاء من أجل نزع فتيل الأزمة.
مخاوف إسرائيلية
في التفاصيل، أعربت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، عن تقديراتها بأن التوترات الأمنية “لن تختفي” بعد نهاية شهر رمضان، وأكدت أنه لربما تسير الأمور باتجاه “اندلاع حرب”.
وأشار موقع “واللا” العبري، إلى وجود تقرير لدى شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” يحذر المستوى السياسي من “أن الحرب أقرب من الهدوء”.
وتظهر تقديرات الأمن أن “التوترات حول المسجد الأقصى تستحوذ على مختلف الساحات، وتزيد من تأثير التحريض ضد إسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ووفق التقرير فإن أحداث المسجد الأقصى تلعب دورا كبيرا في إذكاء نار التوترات على الصعيد الأمني، ومحورها المد والجزر فيما يتعلق بالحفاظ على الوضع القائم من منظور الفلسطينيين، فيما يصر المستوى السياسي أن لا نية لإسرائيل لتغيير الوضع القائم، لا سيما أن ذلك يخدم علاقاتها المتنامية مع الدول العربية بإطار اتفاقيات التطبيع.
وتطرق التقرير الاستخباري، إلى ما حدث قبل أيام، حين غرقت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور توثق هجمات الجنود الإسرائيليين على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، وهو ما دفع بفصائل فلسطينية موالية لحماس في جنوب لبنان، للرد على ذلك بإطلاق الصواريخ باتجاه الحدود الشمالية لإسرائيل، والتي ترافقت مع رشقات صاروخية من قطاع غزة، إلى جانب مظاهرات داخل المدن المختلطة في إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين.
وبحسب معلومات جهاز “أمان” الإسرائيلي، فإن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قرر قبل عام الرد على عمليات إسرائيل ضد النظام في طهران، ويشير إلى أن المرشد الإيراني يطالب بالرد على الاغتيالات والهجمات المنسوبة لإسرائيل، “وبالتالي يبذل الإيرانيون جهدًا لنقل الأنشطة الإرهابية إلى داخل إسرائيل وعدم إبقائها على الحدود”.
ولفت التقرير الأمني، إلى أن “أعداء إسرائيل” رصدوا ابتعاد الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط، والذي تضمّن إخراج الطائرات المتقدمة من المنطقة واستبدالها بطائرات أقل تقدما، معتبراً أن هذا التغيير يمكن أن يؤثر “على الردع الإسرائيلي إلى جانب الانشغال الأمريكي المتزايد بالصين وروسيا”.
من جانبها، أوصت التقديرات الاستخبارية بضرورة تأجيل أي رد غير معتاد ضد حماس وحزب الله والفروع التابعة لإيران في سوريا لتهدئة التوتر الديني المتفجر الذي نشأ حول الأقصى.
دعوات فلسطينية للرباط
ولا يزال المسجد الأقصى والتطورات الميدانية التي تحيط به، تشغل باقي ساحات المقاومة الفلسطينية، مع استمرار تحذير الفصائل الفلسطينية لإسرائيل من مغبة الإقدام على أي عمل من شأنه أن يفسد الأوضاع القائمة حاليا، أو شنّ هجمات غادرة على أي ساحة، وتوعدت بالرد القوي على ذلك.
ولذلك دعت حركة حماس للمشاركة الحاشدة في صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان، والتي أطلق عليها اسم “الضفة درع القدس” ودعت لمواصلة الرباط والاعتكاف في الأقصى المبارك “تجديداً لبيعة الدفاع عنه وحمايته من الاحتلال”.
ودعت جماهير الشعب الفلسطيني في مناطق الـ48، وفي مدينة القدس وعموم الضفة الغربية المحتلة، رجالاً ونساء، شيباً وشباباً، أفراداً وعائلات، لـ”شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، والمشاركة الفاعلة في جمعة فجر الضفة درع القدس، في شهر رمضان المبارك”.
وجاء ذلك بعد أن أكدت الحركة أن منع اقتحام المستوطنين في هذه الأيام، يعد “انتصارا” حققه الشعب الفلسطيني.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري “إن المقاومة أوقفت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في العشر الأواخر من رمضان”.
وأكد في تصريحات نقلها موقع الحركة، أن “المقاومة أصبحت تشكل هاجسا كبيرا للعدو الصهيوني”، لافتا إلى أن حركته تملك من المقاومة ما يوقف العدوان، وأن المقاومة “ستحرر المسجد الأقصى”.
المقاومة تتوعد
وقال العاروري وهو يشير إلى تدخل المقاومة للرد على الاعتداءات الأخيرة على الأقصى: “لو مرت المشاهد الأخيرة من الاعتداءات بالأقصى دون رد، لسيطر الاحتلال على جزء منه، وكل الأمة الإسلامية محور مقاومة في الدفاع عنه”.
وقال إن الاحتلال يعيش حالة من التنازع والانقسام لم يسبق لها مثيل، وقال إنه “يسير نحو التفكك الداخلي والزوال”، مبينا أن هذا العام سيكون هناك حضور لفعاليات يوم القدس العالمي في المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن الظروف تتهيأ وتسير بشكل حثيث لصالح “محور المقاومة”، الذي قال إنه بات له “وزن في مكونات الأمة ويمثلها كلها”.
وأضاف: “الذين انفتحوا في علاقاتهم مع كيان الاحتلال أصبحت أوضاعهم في الحضيض، وموجة التطبيع مع الاحتلال تتراجع مع تصاعد محور المقاومة”.
القدس العربي