" القدس الدولية " : الاحتلال الإسرائيلي يفتح معركة التقسيم المكاني للأقصى من جديد
المدينة نيوز :- اصدرت مؤسسة القدس الدولية بيانا بخصوص مصلى باب الرحمة في القدس وصل المدينة نيوز نسخة منه وتاليا نصه :
مع حلول عيد الفطر أعادت سلطات الاحتلال وضع مصلى باب الرحمة شرق المسجد الأقصى في عين استهدافها وعدوانها، وعمدت في ثاني أيام العيد إلى تخريب شبكة الكهرباء فيه بالكامل بما جعله بلا كهرباء، وإلى تكسير وحدات الإنارة والسماعات والمراوح وإلى السطو على الفواصل الخشبية بين صفوف الرجال والنساء، وهو ما رد عليه المرابطون بإعادة التصليح الفوري لما جرى تخريبه، ورد عليه مجلس الأوقاف ببيان يؤكد أن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وسيبقى مفتوحاً للصلاة.
في رابع أيام شوال، عادت قوات الاحتلال إلى تخريب شبكة الكهرباء في مصلى باب الرحمة، وسطت على المراوح والمدافئ وعدد من التجهيزات التي يهديها المصلون والمرابطون للمصلى تقرباً إلى الله، في سلوك أحط من سلوك المافيات إذ تسرق الأماكن المقدسة، وتعمدت اقتحامه بالأحذية في سياسة بائسة مستمرة تحاول أن تظهر اعتراضها على الصلاة في باب الرحمة، وأخذت تعتقل من يرابطون فيه ومن حوله، وتصادر هوياتهم لترهيبهم، وتبعدهم عن المسجد الأقصى المبارك، في سلوك طال شابة تركية من المصلين ولم يقتصر على الفلسطينيين، وأمام هذا العدوان الممنهج تؤكد مؤسسة القدس الدولية ما يأتي:
أولًا: إنَّ مصلَّى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، مخصص للصلاة والعبادة، وإنَّ اعتداءات الاحتلال المتكررة تهدف إلى منع الصلاة فيه وإعادة إغلاقه وتأتي في سياق الطمع الصهيوني فيه كمدخل للتقسيم المكاني، وهو ما أفصحت عنه قرارات الإغلاق المتتالية، ومحاولة مصادرته في 16-2-2019 والتي ردت عليها هبة باب الرحمة بإرادة جماهيرية حاسمة أعادته إلى أصله جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك.
ثانيًا: لقد استبق الاحتلال شهر رمضان يتجديد قرار إغلاق مصلى باب الرحمة استناداً إلى قرارات محاكمه فاقدة المشروعية والاختصاص، في استجابة من حكومة الاحتلال لمطالب "منظمات المعبد" التي وضعتها على طاولة وزير الأمن القومي الصهيوني المجرم إيتمار بن غفير، ما يؤكد أن العدوان على باب الرحمة مبيّت وممنهج، أراد الاحتلال أن يباشر فيه فور انتهاء شهر رمضان المبارك مستغلاً انشغال المصلين والمرابطين بعيد الفطر.
ثالثًا: نتوجه بالتحية والتقدير إلى المرابطين الذين لا يتأخرون عن نداء المسجد الأقصى، ويتفقدون أقصاهم كما يتفقدون أبناءهم وأعز، فبادروا مع بداية شهر رمضان المبارك إلى فرض الاعتكاف دفاعاً عن مسجدهم، وبادروا في العشر الأواخر إلى حملة عناية وتصليح شاملة لمصلى باب الرحمة، في تأكيدٍ مستمر لوعيهم ولإدراكهم لمخططات عدوهم، فبمثل هذا الإيمان والمثابرة والتضحية والمبادرة تحمى المقدسات، وهذا النهج الذي لا بد أن يتحول إلى فعل شعبي جامع تتسابق إليه الآلاف.
رابعًا: نتوجه بالتحية إلى مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس لرفضه المستمر والثابت لقرارات الاحتلال بإغلاق مصلى باب الرحمة، ونؤكد على وقوفنا التام إلى جانبه في الحفاظ على مصلى باب الرحمة مفتوحاً للمصلين والمرابطين في جميع الصلوات، وعلى مدار كل أيام السنة، فهو جزء لا يتجزأ من الأقصى، ولا بد من الحفاظ عليه عامراً بالصلاة والرباط في جميع الأوقات دون أدنى تغيير أو تراجع لإفشال أطماع المحتل فيه.
بيروت في 26-4-2023