صيدلية طوارئ منزلية منذ القدم.. برية الأردن تزدان بجمال البابونج النبيل
المدينة نيوز -ايمان المومني – في فصل الربيع الذي يلملم آخر أيامه، تزدان برية الأردن بالبابونج الإقحوان النبيل ذاك النبات السحري الذي أنزلته الثقافات القديمة مكانة مرموقة قبل أن يكتشف العلم الحديث أنه عبارة عن "صيدلية طارئة".
سبحان الذي علم الإنسان ما يعلم، فبعد أن كان البابونج أساسا في الطب الشعبي أثبتت الأبحاث العلمية احتواءه على كثير من المركبات الحيوية التي تسهم في الشفاء من الأمراض.
ينمو البابونج طبيعيا بلا زراعة وتمكث بذوره في الأرض 7 سنوات، وينتشر في الأردن بكميات كبيرة ويلجأ كثيرون لزراعته في المنزل للاستفادة منه في تخفيف الآلام أو لتأجيل زيارة مريض لطوارئ المستشفيات حتى الصباح.
عائلات أردنية تتبعت وكالة الأنباء الأردنية انتشارهم في البرية لجمع البابونج قالوا، إن المتعة الأولى هي شربه مع الشاي، بيد أن أصحاب الاختصاص من اطباء وصيادلة وزراعيين ومختصين أكدوا إن الفائدة أكبر من ذلك خصوصا بعد التعرف على كثير من المواد التي تحتويها هذه النبتة، مشيرين الى أنه نبات علاجي ثابت علميا.
الصيدلاني الدكتور انس بليه بين أن البابونج يعتبر من النباتات الأساسية المستخدمة في الطب التقليدي منذ آلاف السنين نظرا لفوائده العديدة، حيث بدأ استخدامه لتخفيف التوتر وتهدئة مشاكل المعدة، مؤكدا أن زهرة البابونج تتنوع استخداماتها لتشمل الكثير من الأمراض والحالات الصحية، وتتعدد استخداماته، وأشهرها شاي البابونج الذي تشبه رائحته رائحة التفاح.
وأشار الى أن أزهار البابونج تحتوي على زيت طيار تصل نسبته إلى 1.5 بالمئة في الأزهار الجافة، ومواد هلامية بنسبة 10 بالمئة، ومواد مضادة للأكسدة، ومركبات الازولين التي تحتوي على حوامض دهنية غير مشبعة، ومواد كيميائية تسمى مركبات الفلافونويد، وهي نوع من العناصر الغذائية الموجودة في العديد من النباتات، وتؤدي دورا مهما في فاعلية البابونج الطبية.
وأوضح أن البابونج يقدم فوائد عديدة للإنسان منها تخفيف التوتر والأرق، وإرخاء العضلات وعلاج آلام أسفل الظهر، وآلام الحيض، وتقرحات الفم الناجمة عن الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان عند استخدامه على شكل غسول للفم، و تخفيف الإسهال عند الأطفال، وتخفيف الغثيان والاستفراغ، ويعالج مغص الأطفال، وحرقة المعدة، واضطراباتها، ويقي من البواسير ويخفف ألمها، مثلما يخفف التهاب الجلد وتهيجه، ويعالج الطفح الجلدي عند الأطفال ويسرع في التئام الجروح.
وتشير خبيرة الاعلام الزراعي المهندسة الزراعية سمر العزيزي الى أن هناك نوعين معروفين من البابونج أولهما معمر و ينمو إلى ارتفاع 10 – 30 سنتيمترا، والثاني بري سنوي و ينمو إلى ارتفاع 75 سنتيمترا،
وتمكث بذوره في الأرض سبع سنوات، موضحة أن للنوع الأول أوراقا بيضاء وقلبا أصفر و يستخدم في تحضير شراب البابونج الذي لا يختلف تحضيره عن تحضير الشاي.
وللبابونج، كما تقول العزيزي، استخدامات أخرى كصناعة العطور والأدوية وصبغات الشعر الصفراء، ويدخل أيضا في صناعة بعض المبيدات الفطرية، وينتج بذورا كثيرة تجعله يتكاثر بقوة.
وأضافت، إن الجزء المهم في نبات البابونج هو أزهاره التي تتحول من اللون الأبيض إلى الأصفر بعد مدة وتحتوي (النورة) على أزهار قرصية وأخرى شعاعية وبهذه الطريقة يمكن التمييز بين الأصناف المفردة (البتلات) والأزهار المزدوجة.
وتتكون البتلات الفردية من 200- 300 زهرة قرصية أنبوبية وصنف واحد من الأزهار الشعاعية، أما البتلات المزدوجة فتتكون من عدة صفوف من الأزهار الشعاعية البيضاء ولا تحوي أكثر من 10-15 زهرة قرصية.
وبينت أن أفضل تربة له هي الخفيفة التي يسهل اختراقها، لافتة الى أن البابونج يحتاج لأشعة شمس وفيرة كي ينمو جيدا، ويتم نثر البذور على سطح التراب في الشهور معتدلة الحرارة، ويجب أن تكون البذور موزعة بالتساوي ومغطاة بطبقة رقيقة جدا من التربة الخفيفة.
ويتم حصاد أزهار البابونج في الصباح الباكر بشرط أن تكون في حالة إزهار كامل، ويمكن استخدامها طازجة أو مجففة، شريطة تخزينها في وعاء محكم ومعقم، بحسب العزيزي.
صاحب محل العطارة خالد ادهم يعمل في هذا المجال منذ 20 عاما، يؤكد ان عشبة البابونج تساعد في علاج عدة امراض وتخفف آلام أخرى، من أبرزها اضطرابات المعدة أو ما يسمى عسر الهضم، فيما تقول الفنانة والرسامة منى طلال، والمهتمة بإعادة التدوير، إنها تقوم بإعادة تدوير زهور البابونج في مجال صناعة الاكسسوارات رغم هشاشة هذه الزهور وصعوبة التعامل معها فنيا.
-- (بترا)