منافسة خارجية وتشدد بدخول المرضى.. السياحة العلاجية في خطر

المدينة نيوز :– في الوقت الذي عزا فيه مسؤولون حكوميون وصحيون تراجع السياحة العلاجية في الأردن، إلى صعوبة الأوضاع الامنية والسياسية في دول عربية، كشف هؤلاء عن حلول من شأنها إعادة الألق إلى السياحة العلاجية، ورفع أعداد المرضى القادمين الى المملكة.
يأتي ذلك في الوقت الذي احتجت فيه مستشفيات في القطاع الخاص على صعوبة الإجراءات في الحصول على التأشيرة للجنسيات المقيدة لدخول الأردن، والمنافسة غير العادلة في الدول المستقطبة للمرضى في دول الإقليم.
وأكد مديرو مستشفيات في القطاع الخاص لـ”الغد” ان السياحة العلاجية تشهد تراجعا عن الاعوام السابقة، وقبل مرحلة كورونا، بسبب اجراءات حكومية أبرزها التقييد على دخول المرضى.
وأشاروا الى ان الوضع الصحي والطبي والخبرات العالية التي يتميز بها الأردن من كفاءات علمية طبية، ومستشفيات خاصة وعامة وجامعية، فضلا عن الموقع الاستراتيجي المميز للمملكة في المنطقة، واستتباب الأمن والأمان، كلها عوامل محفزة لاستقطاب المرضى من مختلف دول العالم.
واعتبروا ان حالات “الاستغلال وزيادة الأسعار من بعض المستشفيات والأطباء”، تم حلها بعد تحديد موقع إلكتروني للتعامل مع المرضى في بلادهم، واستقبالهم في المطار من قبل المستشفى منذ اليوم الأول حتى الأخير من إقامتهم عبر منصة “سلامتك”.
وتخدم منصة “سلامتك” جميع المستشفيات الخاصة في المملكة، وتم إطلاقها خلال فترة كورونا، وما يميزها تحديد الحزم المرضية الأكثر طلبا في الأردن من الخارج، مثل أمراض الكلى، والمفاصل، والأسنان، والنسائية، والعقم، والسرطان وغيرها.
وفي السياق، قالت مديرة مديرية السياحة العلاجية في وزارة الصحة الدكتورة اسراء الطوالبة لـ”الغد” إن استقطاب المرضى من الدول العربية والعالم يحتاج الى تنظيم، وهو موضوع بحث لدى الجهات ذات العلاقة، مشيرة الى ان الحكومة فعّلت التأشيرة الإلكترونية التي تسمح للزائر بالحصول عليها في المطار، غير ان هناك اجراءات ذات علاقة بالأمن الوطني، والحفاظ على العمالة الاردنية، ووقف الحالات التي تستغل العلاج بغية الحصول على اللجوء الإنساني، وهي إجراءات ايجابية.
ولفتت الطوالبة الى المنافسة الشديدة مع دول أخرى تستقطب المرضى، معتبرة وجود مكاتب سياحية طبية قد تكون خطوة في الاتجاه الصحيح لتنظيم العمل ترتبط مع الجهات الاردنية، وتنظم سير العمل والتأشيرات والموافقات قبيل الوصول.
وأشارت الى ان هناك “متمارضين يحاولون التسرب الى سوق العمل الأردني بحجة العلاج، وهو امر مرفوض، وبالتالي لا بد من دراسة ملفات كافة القادمين الى المملكة خاصة ان اعدادا منهم يأتون من مناطق تشهد أحداثا ساخنة”.
وبينت ان منصة “سلامتك” تقوم بعمل جيد الا انها تحتاج الى تطوير ودعم مالي، لافتة الى توقعات بارتفاع اعداد المرضى القادمين الى المملكة خلال الأشهر المقبلة.
وقالت الطوالبة إن عدد المرضى القادمين خلال الربع الاول من العام الحالي وصل الى 54 ألف مريض، مقابل 150 ألفا للفترة نفسها من العام الماضي.
من جهته، بين رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري لـ”الغد” ان الظروف السياسية لعدد من الدول العربية صعبة، وبالتالي انعكس ذلك على توافد المرضى العرب من الخارج، لافتا الى اهمية التأشيرة الالكترونية التي تتيح للزائر الحصول عليها من المطار.
واشار الحموري الى ان منصة “سلامتك” تساعد في استقطاب السياحة العلاجية، وأن فكرة وجود مكاتب سياحة للعلاج خارج المملكة لا تجدي لارتفاع، كلفتها من جهة، وأن العالم تطور، وأصبح كل العمل إلكترونيا، وبالتالي لا بد من تطوير اليات عمل استقطاب المرضى والترويج للسياحة العلاجية في الاردن، على اعتبار أن الأردن أبرز الدول المؤهلة لاستقطاب جميع انواع السياحة، ومنها العلاجية.
ولفت الى اهمية ان تساعد الحكومة في التخفيف على المستشفيات والمراكز الطبية من الضريبة والكلف المالية، وخاصة المستلزمات الطبية، مثل الأدوية حيث تفرض عليها الحكومة ضريبة بمقدار 16 %.
وكشف عن أن الأردن سيشارك في الجزائر الشهر المقبل في معرض دولي سيكون مهما لإنعاش السياحة العلاجية الاردنية والترويج للمنتج الأردني بهذا الخصوص.
وتابع: “هناك ايضا مؤتمر آخر الشهر المقبل في إقليم كردستان، وهو مهم ايضا للترويج للسياحة العلاجية، لافتا الى انه سيشارك فيه، اضافة الى أطباء مميزين يجرون عمليات جراحية هناك.
وشدد على اهمية تفعيل الملاحق الصحية في السفارات الأردنية في دول العالم، لاستقطاب مرضى جدد، بدلا من توجههم إلى دول باتت تنافس بقوة في هذا القطاع، كالهند وتركيا.
وأكد أهمية تعديل بعض التعليمات الخاصة بالتأشيرات لعدد من الجنسيات المقيدة، التي كانت مستثناة بسبب الظروف الأمنية والسياسية في بلدانهم في السنوات الأربع الماضية، كالعراق والسودان وليبيا واليمن، مع مراعاة الحالة الأمنية الاردنية.
وأوضح ان 35 % فقط من الناتج المحلي والايراد من السياحة العلاجية يصل الى المؤسسات الصحية والمستشفيات بكافة تفرعاتها، والباقي يصل الى المرافق الاخرى المساندة، مثل الفنادق والمطاعم والنقل الطيران والأسواق وغيرها.
وأشار الى ان الدخل السنوي المتأتي من السياحة العلاجية يصل الى مليار دينار، متوقعا قدوم ما بين 180 و200 الف مريض للعلاج من خارج الاردن العام الحالي.
وقال إن القطاع الطبي يوظف 35 ألفا من الكوادر الطبية والمؤهلة، وتبلغ نسبة الأردنيين فيه 95 %.
بدوره ، أكد مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات، ضرورة جذب الاستثمارات في المناطق السياحية، في ضوء الطلب الكبير عليها في الأردن، مبينا أن المملكة بحاجة إلى مراكز علاجية متخصصة في علاج الأمراض الجلدية في منطقة البحر الميت.
وأوضح عربيات أن الهيئة ملتزمة، ضمن خطتها التسويقية، بالتنسيق مع وزارة الصحة وجمعية المستشفيات الخاصة لتحقيق الأهداف المرجوة، من خلال زيادة أعداد المرضى للأردن، وتحفيز الاستثمار في قطاع السياحة الاستشفائية، عن طريق ترويج المحتوى الصحي على مواقع التواصل الاجتماعي وأدوات التسويق التي تعمل بها الهيئة.

الغد