مسيرة الاعلام وتهويد القدس
كنا في السنوات السابقة نشاهد حشدا من الفلسطينيين في باب العامود خلال مسيرة الاعلام الصهيونية ، إلا أننا وفي هذا العام لم نشاهد اي شخص يرفع العلم الفلسطيني كما درجت عليه العادة ، والسبب هو عسكرة البلدة القديمة والحي الاسلامي بالكامل ومنع أي أحد من الاقتراب ، بعد أن اجبر التجار على اغلاق محالهم ، وهي بحدود الفي محل ، وذلك تمهيدا لمسيرة الأعلام التي نفذت الخميس بمشاركة بن غفير ورئيس لجنة الخارجية والأمن ووزيري الطاقة والمالية وعدد من نواب الكنيست ، وهذا دليل على تقدم المشروع الذي بدئ به منذ احتلال الضفة .
قلنا ما قلناه ، لرغبتنا في التذكير أن الإحتلال ينفذ خطة استراتيجية للسيطرة على الأقصى ، نجح في كثير منها بعكس ما يقوله عدد من العرب والفلسطينيين أو كتاب "الفزعة" الذين يعتقدون أن إفشال المخطط الصهيوني يتم بتصريح ساخن أو رفع صوت هنا أو القاء خطاب هناك .
تهويد القدس - ايها السادة - الذي يعني ضم الشطر الشرقي - يجري على قدم وساق منذ احتلال القدس قبل 54 عاما ، منه المنظور ومنه غير المنظور ، منه المنفذ إسرائيليا خالصا ومنه المنفذ بالتعاون مع آخرين ، ولجعل القدس يهودية خالصة تم سحب جنسية 14 ألف فلسطيني مقدسي حتى الآن وهذا يعني أن المسحوب هويته لا يستطيع التواجد في المدينة .. ناهيك ان الاحتلال يتعامل معه وكأنه مقيم وليس مواطنا ويهدم منزله ويتم اعتقاله ومضايقته طيلة الوقت بدواعي الأوراق الثبوتية وغيرها .
تهويد القدس يعني أن يقسم الأقصى مكانيا وزمانيا ، أن يكون أولى القبلتين محط اقتحام المستوطنين وزعمائهم وهو ما نراه يوميا ، ويعني أن يقال للفلسطينيين في القدس وغيرها : إذهبوا انتم وربكم فقاتلوا إنا هاهنا قاعدون .
تهويد القدس يعني أن لا ترد السلطة على مسيرة الأعلام بمسيرات مليونية حاشدة لإثبات جديتها ووطنيتها ، لا أن تسمح برفع أعلام خجلى برام الله ، ولولا مظاهرة جنين ومخيمها التي خرجت بدون رأي السلطة لقلنا : أن المسيرة الصهيونية لم يتم الرد عليها سوى بحشود غزة المحاصرة .
تهويد القدس يعني أن يستوطن المدينة المقدسة 1500 يهودي يحرسهم 10 آلاف شرطي وجندي مسلح ويبطشون يوميا بـ 20 ألف مقدسي .
تهويد القدس يعني أن تكون القدس كما هي عليه الآن ، والمنطقة كما هي عليه الآن ، ويكون العرب كما هم الآن ، والفلسطينيون كما هم الآن .
إن لم يكن هذا هو التهويد فماذا تراه يكون ؟؟.
جي بي سي نيوز