الأردن تنبه باكرا للتدريب المهني واعد جيشا من الفنيين والمهنيين
المدينة نيوز :- -عبدالقادر الفاعوري- تنبه الأردن باكرا لأهمية التدريب المهني لدعم مسيرة البناء والإنتاج في البلاد، وسد حاجة سوق العمل من الفنيين والمهنيين، لذلك باشرت مؤسسة التدريب المهني عملها قبل أكثر من أربعة عقود، لتحقيق ذلك.
وحظي تدريب الإنسان الأردني بالكثير من الاهتمام من الدولة الأردنية منذ بواكير نيل الاستقلال، حيث منحت القيادة الهاشمية جل العناية بهذا المسار الوطني الذي واكب مسيرة الإنجازات، وظهر ذلك الاهتمام جلياً في كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة وفي خطب العرش وفي الأوراق النقاشية لجلالة الملك عبدالله الثاني.
وأنشئت مؤسسة التدريب المهني بموجب القانون المؤقت رقم (35) لسنة (1976) كأحد المشاريع التنموية في الخطة الخمسية (1976 – 1980) بهدف التوسع في إعداد القوى العاملة المدربة، وتنظيم سوق العمل، حيث باشرت أعمالها عام 1977.
وبدأت مؤسسة التدريب المهني بواكير عملها بإقامة دورات تدريبية في معهد حكما سنة 1978، وإنشاء معهدي ياجوز وعين الباشا بطاقة استيعابية قرابة 135 طالبا في كل معهد .
وتقدم المؤسسة خدماتها لكل المواطنين بمختلف مستوياتهم التعليمية من مبدأ التعليم المستمر مدى الحياة، سواء كان ذلك برامج الإعداد المهني بمستوياتها المختلفة، أو برامج رفع الكفاءة للعمال الممارسين في سوق العمل.
وتقوم المؤسسة بتقديم خدمات التدريب والاستشارات في مجال السلامة والصحة المهنية للحد من الحوادث في مواقع العمل، وتدريب المدربين والمشرفين في النواحي المسلكية والإدارية، وتطوير عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وتطبق مؤسسة التدريب المهني رؤيتها تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في ضرورة استمرارية تطوير بيئة التدريب المهني والتعليم التقني، وتزويد الشباب بالمهارات المطلوبة لتلبية متطلبات سوق العمل المحلي والدولي.
وتملك مؤسسة التدريب المهني 35 معهدا تضم 350 مشغلا بطاقة استيعابية تبلغ 10 آلاف متدرب وقدرة تشغيلية تصل لغاية 20 ألف متدرب في العام التدريبي، في حين يبلغ عدد الخريجين قرابة 435 ألف نسبة الإناث منهم حوالي 32 بالمئة.
ووضعت المؤسسة خطة استراتيجية للسنوات 2022-2025 ، بهدف الوصول إلى نسب تشغيل لأكثر من 90 بالمئة من المتدربين في الأعمال المهنية والتقنية وغيرها من القطاعات، وتسعى للإسهام في رفع نسبة التحاق الشباب في التعليم والتدريب المهني والتقني بالمملكة إلى 20 بالمئة في العام المقبل، تزامناً مع تصميم وتطوير برامج تدريبية لمهارات المستقبل .
ويبلغ عدد خريجي المؤسسة سنوياً نحو 12 ألف متدرب منهم 8 آلاف ضمن المستويات المهنية المختلفة، إضافة إلى 4 آلاف آخرين ضمن برامج التدريب المستمر بالشراكة مع الجهات المانحة والقطاع الخاص وذلك من خلال معاهد المؤسّسة المنتشرة في جميع محافظات المملكة .
وتسعى المؤسسة بحلول 2025 للوصول إلى طاقة استيعابية تبلغ 30 الف متدرب ورفع نسبة التشغيل إلى 90 بالمئة، ومراجعة وتطوير جميع البرامج التدريبية، واستحداث 30 برنامجا لمهارات وظائف المستقبل.
أما بالنسبة لنسب التشغيل فهي تصل حاليا إلى 60-70 بالمئة في معظم التخصصات، وبعضها وصل إلى أكثر من 90 بالمئة، وتعمل المؤسسة على تصميم وتطوير برامج تدريبية تتضمن مهارات المستقبل بشراكة مع القطاع الخاص، وتحديد مهارات المستقبل المطلوبة في سوق العمل بناءً على التوجهات المحلية والعالمية، والبدء بتدريب المتدربين واختيارهم وفقاً لمعايير محددة.
وتقوم المؤسسة على تطوير البرامج لديها واستحداث برامج جديدة لمواكبة المهارات والكفاءات المطلوبة في سوق العمل بالشراكة مع المصانع والشركات بالقطاع الخاص مثل برامج التدريب على تقنيات الطائرات المسيرة (درونز) والتدريب عبر الواقع الافتراضي، والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا أشباه الموصلات، والمهارات الخضراء التي تساهم في الحفاظ على البيئة ومنها إدارة النفايات، إدارة المياه، وتقليل التلوث، الطاقة المتجددة، إضافة إلى المهارات التي تحافظ على التغير المناخي والبيئة وارتباطها في التكنولوجيا الحديثة، وتستهدف في هذه المهارات المهندسين، خريجي تكنولوجيا المعلومات، وخريجي التخصصات الأكاديمية الراكدة والمشبعة،
ويوجد في المؤسّسة أكثر من 120 برنامجاً تدريبياً معتمداً من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، وذلك وفق الشراكة مع الهيئة لتحديد مزودي التدريب والتعليم المهني والتقني والاحتياجات التدريبية والمهارات اللازمة لكل مهنة بالعمل عبر 10 مجالس قطاعية متوقع أن ترتفع في العام المقبل إلى 20 لتشمل جميع القطاعات .
وتعمل المؤسّسة حاليا على صياغة وتعديل البرامج التدريبية وتنفيذها بالشراكة مع القطاع الخاص، عبر تدريب منتهي بالتشغيل في عدة قطاعات حيث أطلقت خلال هذا العام ( الأكاديمية الأردنية الألمانية لصيانة المركبات الهجينة) في منطقة القويسمة، بحيث يعد "أول معهد في الشرق الأوسط" يقدم صيانة للآليات الثقيلة والمركبات الكهربائية.
وتعمل المؤسسة بالشراكة مع غرفة صناعة الأردن على إطلاق 3 مراكز تميز جديدة للصناعات الكيماوية والألبسة وتعمل أيضا على رفع كفاءة المدربين بما يتوافق مع المهارات الحديثة المطلوبة في سوق العمل للمساهمة في ضمان جودة التدريب من خلال إشراكهم بالدورات التدريبية التخصصية بالشراكة مع القطاع الخاص والجهات المانحة الشريكة.
وتسعى المؤسسة لإعادة تأهيل المدربين الحاليين بواقع 200 مدرب في العام الحالي و300 آخرين في العام المقبل، إضافة إلى 25 مدربا جديدا لديهم مهارات مستقبلية، إلى جانب تزويدهم بمهارات حياتية، ومهارات الإبداع والابتكار والتحول الرقمي، ودورات في اللغة الإنجليزية .
وتقوم المؤسسة بتنفيذ حملات إرشاد وتوجيه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسّسات مجتمع مدني، يتم التركيز فيها على تغيير الانطباع لدى الأهالي والشباب وإبراز أهمية الالتحاق ببرامج التدريب المهني والتدريب على المهن المطلوبة في سوق العمل.
وفي مجال السلامة والصحة المهنية، تم الانتهاء من تحديث وتطوير معاهد للسلامة والصحة المهنية في ماركا والعقبة وإربد، وتزويدها بوسائل التدريب للسلامة والصحة المهنية، علما بأنه تم تطوير هذه البرامج لتصبح 75 بالمئة منها عن بعد.
--(بترا)