استقالة ليلى شرف تغليب للعاطفة العائلية وخطأ فادح ارتكبته سيدة ذكية

المدينة نيوز – خاص – ميس رمضان - : اعتبر مراقبون إن استقالة العين ليلى شرف من مجلس الأعيان له دلالات خطيرة ، على اعتبار أنه لا يجوز وتحت أي ظرف أن تتداخل العلاقات العائلية والشخصية – من جهة ، والعمل الرسمي من جهة أخرى .
ويقول هؤلاء : إنه ما من شك أن نجلها فارس شرف ، ابن الرجل الذي يحترمه الأردنيون والذي يقال إنه دفع دفعا للإستقالة من البنك المركزي بسبب رفضه توزيع " مليار " السعودية على وجهات حكومية غير الوجهات المعتادة للتقليل من عوز الموازنة لا يختلف على نزاهته اثنان ، إلا أن ذلك غير مبرر البتة لتقديم شرف استقالتها ، فالقضية قضية وطنية ، وإذا " حرد " أي مسؤول في الدولة الأردنية بسب ابنه أو زوجته أو زوجها فإن ذلك سيصبح بمثابة مسخرة وكأننا نتعاطى مع الشأن العام على أنه مصلحة عاطفية وعائلية .
والسيدة ليلى شرف غنية عن التعريف ، وما زال الأردنيون يذكرون استقالتها من حكومة أحمد عبيدات بسبب خلافات حول الحرية الإعلامية ، إلا أن الأمر – مؤخرا – بدا وكأنه تسجيل مواقف ، وهو خطأ سياسي وقعت به هذه السيدة المحترمة ما كان يجوز أن يقع به مثلها .
وإذا كان عصام الروابدة العامل في الديوان الملكي – مثلا - تمت مضايقته من رئيس الديوان خالد الكركي – أو أقيل من موقعه فهل يحق للروابدة الإستقالة من مجلس الأعيان ، أم أنه إن تمت إقالة مدير الأمن العام مثلا ، فهل يحق لأيمن المجالي الإستقالة من النواب حردا على أخيه وهي أمثلة يضربها هؤلاء معتبرين أن الدولة الأردنية دولة بشعب وناس وحدود وجيش وعلاقات دولية وليس عائلة لفلان أو علان .
قد يكون شرف ظلم من الحكومة أو من غيرها ، ولكن دفع الأمور إلى مثل ما وصلت إليه من استقالة والدته من الأعيان فإن هذا هو المستغرب والمستهجن ، في ظرف يتطلب أن يتم التعامل به مع أي معادلة بظرفها الإستثنائي وليس بقانونها الجازم الحازم وكأن الدولة ترفل بثوب الصحة والعافية والإنتعاش على مختلف صعده سياسيا واجتماعيا واقتصاديا .
ويقول هؤلاء : إنه كان مستبعدا أن تأخذ عاطفة الأمومة سيدة محترمة بحجم ليلى شرف ، ولكنها انطبق عليها ولو في مرحلة متأخرة من عمرها السياسي الحافل مقولة : لكل جواد كبوة ، ولكن كبوة شرف باستقالتها هذا الأوان تعتبر بألف كبوة ، على اعتبار أن غلطة الشاطر بعشرة كما يقال .
وسواء أبقيت السيدة شرف على رأيها من لإستقالة التي قدمتها للمصري أم عدلت عنها ، فإن مجرد التلويح بها كان خطأ فادحا ، مع كل الإحترام لسيدة يحترمها الجميع .