البرهان وحميدتي و" ليلى " السودانية
لا تستطيع الولايات المتحدة خداع السودانيين في أنها تمارس ضغوطا على العسكر من الطرفين لوقف القتال والانخراط في مفاوضات وتسليم السلطة للمدنيين ، لا بالعقوبات الهشة التي فرضتها على الطرفين مؤخرا ، ولا بغيرها ، طالما أنه لا يوجد قرار سياسي أمريكي حقيقي بالزام الطرفين وقف لقتال .
وما من شك ، في أن كلا الطرفين : الجيش والدعم السريع ، يبحث كل منها عن السلطة ، ولا شيء غيرها ، ولتذهب كل نضالات وتضحيات السودانيين إلى الجحيم ، وقد خلفت الحرب حتى الآن مليون مشرد ومئات القتلى والجرحى .
البرهان ، من طرفه ، يطلب من الوسطاء خروج الدعم السريع من المشافي التي يحتلها ومن الأماكن السكنية التي يحتمي بها ، وقد رأينا كيف أن القوات التي استدعاها حميدتي من دارفور وغيره من الأقاليم مارست النهب والقتل واحتلال البيوت وكل أنواع اللصوصية والزعرنة ، دون أن نبرئ ساحة الجيش الذي سبق وقصف المدن وقتل المدنيين بلا رحمة .
قلنا ولا زلنا نقول : إن أي وساطة امريكة أو غربية لن تقنعنا في جديتها لأسباب لها علاقة بالأهداف غير المعلنة ، وإذا استثنينا الوساطة السعودية التي هدفت بالفعل لاستقرار الوضع في السودان والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه وشعبه ، إلا أن الدعوات الاخرى غير بريئة ، ولا يخفى على المراقب الصراعات الدولية التي بات السودان ساحة لها ليس بدءا من تدخل اسرائيل ولا انتهاء بقوات فاغنر وغيرها من قوى ملء عينها وبصرها مساحة السودان وثرواته الطبيعية ووحدته السياسية .
إن وقف القتال في السودان بين جناحي السلطة ليس متاحا الآن ولن يكون في المستقبل القريب ، لأن الهدف الحقيقي لدى المتصارعين هو الحكم ، بينما يهدف الغرب وغيره لتقسيم السودان إلى دويلات متفرقة ، وما يجري الآن حرب مصالح لا أكثر بينما يضع البرهان وحميدتي رأسيهما في التراب ، وكل منهما يغني على ليلاه الجميلة السمراء التي لن تأتي ، لأنها ببساطة ، تبيت في أحضان الغرباء من ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرق .
جي بي سي نيوز