اخلاء رام الله
كشف اقتحام قوات الإحتلال مدينة رام الله الاربعاء والخميس بحوالي خمسين سيارة عسكرية وإصابة 35 مواطنا ، كشف هشاشة استقلال السلطة وهيبتها التي حاولت عبر السنوات الماضية فرضها على الفلسطينيين الذين يتعرضون لقمع أجهزتها في ما يشبه ممارسات قوات الإحتلال نفسها وأحيانا أشد وأنكى .
سبب الاقتحام ، جاء لتنفيذ عملية هدم لمنزل الاسير المهندس اسلام الفروخ الذي يلقبه الفلسطينيون بـ " أسد رام الله التحتا " والذي نفذ العملية المزدوجة في القدس ، ما أسفر عن مقتل مستوطنين وجرح العشرات ، حيث قامت بالفعل بهدم المنزل وسط مقاومة عنيفة من الفلسطينيين " المدنيين " .
اقتحامات الإحتلال للمدن الفلسطينية ليس جديدا ، ولكن " الفضيحة " أنه اقتحم هذه المرة عاصمة السلطة ، وهدم منزلا يفترض أن حمايته تقع على عاتق أجهزتها ، ويقول فلسطينيون هنا : بأن السلطة قامت - ليلة الإقتحام - بسحب كافة عناصرها المسلحة من الشوارع تسهيلا - كما يبدو - لـ " المهمة " .
إن صح ما يقوله الفلسطينيون ، فإن هذا يعتبر تواطؤا مفضوحا وتنسيقا أمنيا مخلصا مع الإحتلال الذي سبق وأن أمر ذات يوم عشرات العسكريين من رجال السلطة بخلع ملابسهم والخروج من سجن أريحا " ربي كما خلقتني " ، ويعلق البعض إنه لم يعد هناك فرق الآن ، بين أن يعطى رجال الأمن إجازات أو يتم سحبهم من الشوارع تمهيدا لاقتحام " العاصمة " وبين أن يهدم منزل يأوي شقيقات الأسير الأربع بالإضافة إلى والديه .
ويقول الفلسطينيون : إن الذي هدم المنزل ليس الإحتلال ، بل هو التنسيق الأمني ، إن لم نقل أجهزة السلطة التي تنفذ أجندات الإحتلال بطريقة مخزية ، وما جرى في رام الله ، دليل على أن التنسيق لا زال ساخنا ، بل ساخنا جدا ، وأن كل ما يتم الإعلان عنه ليس سوى كذب على شعب صابر مرابط يذود عن أرضه بنفسه وماله وأهله ، وابتلي بسلطة أفرزها أوسلو إياه ، ولا نامت أعين الجبناء .
جي بي سي نيوز