كاتب سيناريو اسباني يرى في التفاصيل البسيطة فضاء خصبا للإبداع
المدينه نيوز - حث السيناريست الاسباني خورخي خوريكاشيفاريا صناع الأفلام الشباب على الانغماس في بيئتهم الاجتماعية والاهتمام بتلك التفاصيل للأمكنة والشخصيات التي تبدو هامشية لأنها ستكون الدعامة الرئيسية لأعمالهم السينمائية المتنوعة.
وقال كاتب السيناريو الذي يزور الأردن بمناسبة إقامة مهرجان الفيلم الأوروبي بعمان ان على كاتب النص السينمائي ان لا يكتفي بلمسات المخرج على العمل بل عليه ان يضع بصمته الخاصة على الفيلم .
وأضاف ان السينما الاسبانية غدت اليوم ظاهرة عالمية نظرا للتنوع الذي تشتمل عليه انجازات صانعيها والتي تنهل من واقع يمتليء بثقافات إنسانية متباينة .
وبين خوريكا شيفاريا انه كتب سيناريو فيلم (الزنزانة 211) الذي يمثل اسبانيا في مهرجان الفيلم الأوروبي الذي تنظمه بعثة الاتحاد الأوروبي بعمان حاليا استنادا إلى عمل روائي صاغ له نهاية مغايرة عما وردت في نص الكتاب الأصلي.
ورأى ان التباين في وجهات النظر بين مؤلف الرواية وكاتب السيناريو أمر مبرر ويدفع باتجاه صالح الفيلم لان مقومات الفيلم التي تتكيء على مشهدية بصرية وتفسير لحراك وانفعالات الشخصيات يستوجب من كاتب السيناريو الإضافة والاجتزاء من النص الأصلي دون التأثير على روح العمل لان السينما في النهاية هي حقل تعبيري له شروطه الموضوعية التي قد تتباين مع تعبير الكتابة بالقلم.
وحول الأسباب التي دفعته إلى اختياره عوالم العنف كسمة لفيلمه يؤكد انه يهتم بتلك الأفلام التي تصور موضوعات تلقى قبولا من الجمهور، ورأى في عوالم السجن كمكان يضم عتاة من الرجال القساة الذين اصطدموا مع القانون ، انه يشكل بيئة خصبة للعنف سواء من طرف السجناء او الشرطة الذين يطبقون قانون السجن.
واعتبر خوريكا شيفاريا كاتب نصوص لاكثر من خمسة وعشرين فيلما ان العنف في فيلمه يبدو مشروعا ويتطابق مع أمثلة عديدة من واقع السجون ليس في اسبانيا فحسب بل داخل بيئات أميركية وافريقية رغم اختلاف الوسائل في تطبيق القانون إلا ان الغرض كان تصوير هذا الواقع في قالب من التشويق الذي تطلب عمليات بحث واستلهام لكثير من التحولات والتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون ان يجنح إلى تصوير عنف مجاني بلا غاية أو تبرير كما هو شائع في أفلام السوق السينمائية.
وبين انه جاء إلى فن كتابة السيناريو نتيجة لشغف شخصي بهذا النوع من الفنون واخلص له بالقراءة والمشاهدة لكثير من قامات الإبداع الإنساني لأنه في حقبة الثمانينيات من القرن الفائت لم تكن في اسبانيا مؤسسات تعنى بالسيناريو على نقيض ما هي عليه اليوم مشيرا إلى انه لا يفكر في إقحام نفسه على مهنة الإخراج.(بترا)