استعدوا للحرب ... دنت ساعة الصفر
المنطقة العربية تنجر الى ( الحرب ) عاجلا ام أجلا .... واليكم هذا التحليل البسيط لما يجري وما سوف يجري ...
1- الثورات العربية .... كيف استطاعت اميركا واسرائيل والدول الغربيه ان تحول هذه الثورات من ورقة خاسرة الى ورقة رابحه لمصلحتهما ؟ ... الثورات بداية لم يحركها الغرب .. انطلقت صدفة وعفويه من تونس وكانت سلميه .
2- تعاملت اميركا والدول الغربيه معها ودعمها على اساس تحسين صورتها للعالم وتبيان حسن نوايا ( اوباما ) بالذات بضرورة دعم ( الديمقراطيه ) وانه من انصارها... فوجد ثورة تونس فرصة فاستغلها.
3- سانده حلفائه بهذا الامر مع ضرورة العلم بأن تصورهم كان محصورا فقط بدولة تونس .. وأن المسألة ليست مشروعا كبيرا ولا تصورا بأن هذه الثورة ستمتد الى ارجاء الوطن العربي.
4- عندما امتدت الثورة الى مصر .. اجتمع البيت الابيض والحلفاء الغربيين ومن ضمنهم اسرائيل طبعا على ضرورة اعادة التقييم .. وان مسألة الثوررات اصبحت تمتد كما النار تنتشر بالهشيم .. وان المسألة ليست مسألة تونس وتنتهي.
5- هنا ظهر التخوف من ان هذه الثورات العربيه ستكون مفتاح شر على كل المصالح الامريكيه والاسرائيليه والغربيين من جميع النواحي سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا.
6- هذا الامر سيؤدي الى قلب موازين ومعادلات التحالفات بالمنطقة والتي ستضع الدول الغربيه واميركا واسرائيل على طريق مجهول .
7- تخلي ( الدول الغربيه ) عن الانظمة والوقوف معها لأنها وجدت اذا تم استغلال الثورات لصالحها بطريقة مخطط لها جيدا سيحقق لهم ( للدول الغربيه ) مكاسب ممتازة افضل من المكاسب المتوفر لها من الانظمة الحالية القائمة..
8- من هنا اتفقوا ( الدول الغربيه ) مجتمعه على تحويل الثورات العربيه من ورقه خاسرة متخوف منها الى ورقه رابحه باتباع طريقتين .. ..
• الاولى .. ضرورة تحويل المظاهرات السلمية الى موجهة عسكريه بين الانظمة والمعارضين وذلك من اجل .. استنزاف وتدمير وتفريغ الطاقة العسكريه والاله الحربيه ( العربيه ) المليئة بالسلاح ..
• زرع الفتنه ان كانت طائفية او قبلية او قوميه او حزبيه بين المعارضين بحالة انتصارهم على الانظمة وبالتالي تصبح المنطقة العربية قابلة للانقسامات والتفرقة ... وهذا سيؤدي الى تطبيق المبدأ الاستعماري ( فرق تسد ) .
• ضرورة اطالة عمر الثورات من اجل استنزاف وتدمير البنيه التحتيه للدولة بجميع مكوناتها والتي ستنعكس على استنزاف ( جميع المدخرات والاموال ) لاعادة البناء.
• الوقوف مع الشعب سيحقق بلا شك الرضا العام من الشعب باتجاه ( الغرب ) للوقوف معهم مما يضيع فرص الاحتقان والغضب من قبل الشعب العربي والتي ربما ينعكس ( كارهاب ) ضد مصالحهم.
9- ثورة تونس خرجت من مخططهم لانها كانت مفاجأة لهم ( للدول الغربيه ) ولم يستعدوا لها ... وثورة مصر خسروا 90 بالمائه منها وتداركو اخر10 بالمائة منها لكنهم لم يستطيعوا تحويلها الى مواجهه عسكريه واستغلالها اشد استغلال لاضعافها كما حصل بليبيا ، الامر كان قد تجاوزه الوقت .
10- عندما تخمرت لديهم الان الخبرة بالثورات العربيه والتي تعلموا من دروس ( تونس ومصر ) بدأو ( الغرب ) برسم مخططهم والاستعداد لاستغلال الثورات ... وبدأو بتنفيذ مخططهم ( بليبيا واليمن وسوريا ) .
11- الثورة اليمنيه والثورة السوريه ستنتهي بالمواجهه العسكريه كما حصل بليبيا .. لا يمكن لأي ثورة ستقام بالوطن العربي او المناطق التي تشكل تهديد ( لاميركا واسرائيل والدول الغربيه ) ان لا يتم استغلالها اشد استغلال ودعمها وتحويلها الى مواجهات عسكريه وتدخل غربي.
12- مما ساعد على تنفيذ وتسهيل المخطط ( الغربي ) هم الانظمة التي كانت قائمة والقائم منها وتشهد ثورات ... كالقذافي وعلي صالح وبشار الاسد بتعنتهم بترك السلطة واختصار الطريق وانتمائهم لشعوبهم .
13- على الانظمة العربيه القائمة ان تتعلم من دروس الثورات وتعي جيدا المخطط ( الغربي ) وألا .. أما ان تساعد الغرب بتنفيذ مخططهم واهلاك شعوبهم واوطانهم بتعنتهم أو الانصات الى المعارضة ومحاورتهم والاتفاق فيما بينهم وهذا سيؤدي الى تفويت الفرص وافشال المخطط الغربي ونجاة الاوطان.
14- الثورات العربية لا يمكن ايقافها وهي حسب توقعي ستجتاح كل الدول العربيه والدول المحيطة ولكن بالتسلسل منعا من الازدحام وتشتيت الرأي العالمي وارباك الامم المتحدة والدول الغربيه وتقصير الاعلام او انشغاله بثورة عن ثورة .. لأن اطاله عمر الثورات ليست بمصلحة الشعوب وخاصة ان تحولت من سلميه الى عسكريه والتي ستؤدي الى زيادة فاتورة الضحايا.. فأظن هناك شعوب تؤجل ثورتها لحين الانتهاء من ثورة قائمة وحائزة على اهتمام عالمي.. ليتفرغ العالم بعدها الى ثورته.
والأن .........
بعد انتهاء الثورات كاملة ... ماذا سنشهد على الساحات .....
1- بالنسبة للثورة التونسيه .. بدأت اللعبة الغربيه بها ... فهي لم تستطع استغلالها ولكنها تداركت الامر الان وبدأت اصابع خفية غربيه تلعب بالشارع التونسي .. ومما لا شك فيه .. ستنتهي تونس الى بلد متفكك ضعيف .. العيب ليس بالتونسيين او بالثورة .. وانما هناك قوى جامحة جبارة مخيفة لئيمة لا تريد الاستقرار بالمنطقة نهائيا .. ستبدأ لعبة التحالفات .. وهذا ما سيحصل بمصر وليبيا واليمن وكل دولة ستجتاحها الثورات ... لأن الشعوب ستخرج بعد الثورات محملة بالتزامات وخسائر كبيرة وخطيرة وحساسة والثمن باهض من اجل الحرية والديمقراطيه والتعدديه والمجتمع المدني .. وهذا ربما يكون العنوان لكن من سيحمل شعار الثورة كسلطة هنا التدخل الاجنبي سيكون واضح فيمن سيضعه برأس السلطة . وان كان رأس السلطة لا يرضى به الشعب سنعود من جديد الى الشارع لندخل بمعسكرات مجيشه مسلحة كميليشيات تؤدي الى ضياع الدولة.
2- نجاح الثورات لا يمكن ان تقطف ثماره بين يوم وليلة .. هناك عمل وعمل مضني لبناء اساس دولة من جديد .. هذا بحالة نجت الدولة من التبعية والالتزامات والفتنه والطائفيه والتشرذم والتدخل الاجنبي والعملاء والخونة واصحاب المصالح.
3- لن تخوض اسرائيل حرب الا بعد ان تنشر الفتنه بمصر وتفككها كمجتمعات متناحرة.
4- ارجو ان لا يفهم كلامي انني ضد الاصلاح او الديمقراطيه ... بالعكس .. انا ضد الديكتاتوريه ... لكن يجب ان من يسير بطريق الاصلاح ان يكون هادئا مدركا محاورا واعيا واضحا متزنا منطقيا معقولا واقعيا .. البعد عن التصعيد وسوء التقدير او المغامرة او المراهنة او الثقة العمياء او الوعود او الاستمالة الى دعم خارجي او التطرف .. لئلا يجد نفسه بوسط الطريق مجبرا ان ينفذ المخطط الاجنبي ومجبرا على التنازلات ومجبرا على تضحيات ليس لها داعي يدفع ثمنها فيما بعد غاليا .. يجب توضيح الاهداف ووضوح الرؤيه والاتفاق والحشد على مفاهيم ثابته واضحة وسطيه ترضي الجميع .. لا نريد ان نخدم اعداءنا بطريقة غير مباشرة ويستغل ظروفنا ونقاط ضعفنا وتشرذمنا .
ما اتوقعه بعد الثورات ...
1- ستنجر المنطقة العربية الى حرب مع ( اسرائيل ) .. ولكن ليس كجيش موحد .. لعدم الاتفاق او الاجماع على قيادة موحده من قبل الشعوب . وانما كميليشيات مسلحة بسلاح فردي ليست تحت راية جيش معين .. ستهلكها الفتنه والانقسامات .. التفكك بالمنطقة بجميع اشكاله سيظهر جليا ... ستستغل اسرائيل هذه التفكك لتوسيع اطماعها هي واميركا والدول الغربيه .. المنطقة العربيه خاليه من السلاح العسكري .. والشعوب متفككة كمجموعات .. ستلتقي على حرب اسرائيل كحرب شوارع وعمليات منفردة مما يؤدي الى اطالة الحرب .. وهذه الحرب لن يعرف متى يتنتهي ولصالح من.
2- بعد التخلص من تفكيك الوطن العربي واستنزاف قوته العسكريه والاقتصاديه ستكون ايران بالواجهه .. حرب محتملة ضد ايران تقوده اميركا واسرائيل والدول الحليفة الغربيه .
3- تركيا لن تدخل حرب مع اميركا واسرائيل نهائيا.
4- تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين والبحرين غارقين ومفلسين ومتوجهين نحو المجهول ولا يمكن الاستناد عليهم بأي حرب مقبلة.
ملاحظة : هذه توقعاتي ضمن ما يوحي لي المشهد السياسي الحالي قد اكون مصيب او مخطأ.
والسلام عليك