مــــن قال أن للوطـــــن بديـــــــل
في ثقافتنا ومنهجنا وعقيدتنا كمسلمين وكعرب وكبشر لم يطرح أبدا في أذهاننا هذا المصطلح "الوطن البديل " لأننا لا نؤمن بأن للوطن بديل ، لقد يكون لكل شي بديل إلا الوطن .
كثر الحديث مؤخراً عن هذا المسخ اللفظي من ابنا جلدتنا ومن السماسرة الذين ما آمنوا بوطن سوى مصالحهم فكيف سيقنعوا الذين ما زالوا يحملون مفاتيح منازلهم في قلوبهم، ولم يساوموا على شبر من أرضهم ومن هدمت منازلهم فوق رؤوسهم فما غادروا وما ضعفوا وصاحوا في وجه المحتل إننا باقون ولو على متر واحد من تراب هذا الوطن .
القضية الفلسطينية كانت قضية العرب والمسلمين ثم بدأ مسلسل التحجيم فتحولت إلى قضية إسلامية فقط واستمر المسلسل حتى أصبحت القضية الفلسطينية فقي نهاية مؤلمة وتراجيدية لهذا المسلسل قرر المخرج أن يبيع القضية وان يعوض أصحابها نقداً ليبحثون لهم عن وطن أخر فما أسوأ هذا الإخراج وهذا السيناريو وهذا الفهم المغلوط للأحداث ويا للعجب ممن صدق هذا الخيال واعتقد واهماً بأنه سيكون واقعاً وحقيقة وغاب عن إدراكه إن الأوطان لا تباع وان دماء الشهداء لا تجف وان ثرى الوطن يحمى بالمهج والأرواح فهو اعز من كل شي .
كان لا بد منه خروج جلالة الملك على أبناء شعبه بحديث صريح وإيقاظهم وإعادة الأمور إلى نصابها ودحر الظلمة بنور ساطع واضح وشفاف وكلام مفهوم وهو أن الأردن لن ولم يكن وطناً بديلاً لأحد وان الواهمين والطامعين والسماسرة ما هم إلا غثاء كثاء السيل ، وان الأردن قلعة صامدة لم ولن تنحيني وسوف تتحطم أحلام وآمال الصهاينة وعملائها والباحثين عن بديل لأوطانهم بمجرد الاستيقاظ من غفلتهم، اننا نتفق مع جلالته حين يقول أن الوطن البديل ليس له وجود إلا في عقول ضعاف النفوس، وما يسمى بالخيار الأردني ليس له مكان في قاموس الأردنيين، مؤكدا أن الحديث حول هذا الموضوع هو وهم سياسي، وأحلام مستحيلة.