قوة التغيير لرئيس الامريكي .....والفيتو ضد الحقوق العربية

تم نشره الأحد 25 أيلول / سبتمبر 2011 11:10 مساءً
قوة التغيير لرئيس الامريكي .....والفيتو ضد الحقوق العربية

باراك اوباما الذي اعلن عن فوزه في سباق البيت الابيض الامريكي فوزا كاسحا على منافسة الجمهوري جون ماكين يدخل التاريخ من بابه الواسع ويؤشر الى دخول الولايات المتحدة حقبة سياسية جديدة تبني على شعار قوة التغيير.
فأوباما كان اول امريكي من اصول افريقية فاز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الامريكية بعد منافسة شرسة مع السنا تور هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون، وعندما فاز بترشيح الحزب كان ذلك حدثا سياسيا كبيرا في الولايات المتحدة.
تحدث اوباما في كلمته عن نفسه كمثال للقيم الامريكية المبنية على الطموح والعصامية وقال "ان والدي حصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة التي مثلت له ولكثيرين قبله بلد الحرية والفرص عبر العمل الدؤوب والمثابرة "، وكان أوباما الأفريقي الوحيد بين أعضاء مجلس الشيوخ المئة، وخامس أمريكي من اصول افريقية.
مع بداية تسلم الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما ولايته الرسمية تتجه الانظار في الشرق الاوسط الى رجل البيت الابيض الجديد بالكثير من التفاءل بعدما صدرت بعض المؤشرات حول نيته .
إحداث تغييرات في السياسة الخارجية الامريكية اتجاه منطقة الشرق الاوسط .هل تتوقع قادة الشرق الاوسط مستعدون في استثمار رياح التغيير ان صدق أوباما، وما هي توقعاتك للسياسة الامريكية الجديدة في التعامل في ملفات العراق والنووي الايراني وعملية السلام بين اسرائيل والعرب، العرب اليوم تفتح باب الحوار حول أوباما..
قد تكون النوايا صادقة ولكن هل تكفي النوايا وحدها لاصلاح ماأفسده أصحاب الايديولوجيات الفوضوية التي الحقت بالشرق الاوسط على وجه الخصوص وبالعالم أجمع الضرر؟

لقد جاء الرئيس اوباما يحدوه امل كبير في التغيير والاصلاح وقد شكل ادارة قوية تماثله في هذا التوجه واستطاع ادارة الدفه وتوجيه البوصلة نحو هذا الاتجاه، كما استطاع تنفيذ العديد من الامور الهامة الموحية ، وبدأ بأمور أخرى طرح بعضها في خطبه ، كجعل العالم خاليا من الاسلحة النووية ، ولكن هل البداية صحيحة؟

ان امريكا وروسيا دولتان مستقرتان نوويا ومسيطرتان على ترسانيتهما فهما ليستا بمكان الصراع النووي والبداية ليست من امريكا وروسيا بل على امريكا ان تبدأ وفورا من منطقة الصراع الاكبر والاخطر في العالم وهي منطقة الشرق الاوسط.

فالبداية يجب ان تكون من اسرائيل ومن ترسانة اسرائيل فالشرق الاوسط لايملك الان قنابل نووية ولكن تحسبا بدأت بعض الدول في التفكير النووي الجدي واحدى الدول المتاخمة قد اصبحت قاب قوسين او ادنى من انتاج القنبلة النووية، ولن تتوقف ابدا عن التفكير في انتاجها وكلنا على علم بأن دول المنطقة لا يوجد لها امكانات حيث ان الدولة الفارسية صبت اهتمامها على الانتاج النووي وبعد ذلك اتضحت على الافق حتى اصبحت تظهر لديها مشاكل في الفقر و البطالة ولكن اسرائيل تمتلك هذه الترسانة ففرض العقوبات على دولة وغض النظر عن عصابة العالمية يحماية امريكا هذا مايجعلنا نتساءل ان معظم مصالح امريكا على المدى المنظور والمتوسط على الاقل تتركز في منطقة الشرق الاوسط وفيها ايضا بدأت تبرز ألسنة النار من تحت الرماد وهي جاهزة لتحرق الاخضر واليابس فماذا تنتظر هذه الادارة؟

قد تكون الادارة صادقة ولكن يبدو ان ادارة ومؤسسة المشروع الصهيوني اقوى بل اكاد اقول انها شريكة في الحلم فالادارة الامريكية لاتملك مصارفها ورؤوس اموالها في حين ان الادارة الصهيونية تتحكم بمعظم المفاصل المالية والاقتصادية في امريكا!

ومع ذلك اقول اذا كانت الادارة الامريكية جادة في خلق الاستقرار في الشرق الاوسط فعلى دبلوماسيتها ان تقف وتعلن ذلك بشكل واضح وسريع وفعال على الارض بدل تضييع الوقت في الاستخداماتها للفيتو الامريكي الذي هو ضد المصالح العربية صراحتا فيما يقوله افيغدور ليبرمان من سخرية مطلقة ردا على خطاب الرئيس محمود عباس قائلا " خطاب ابو مازن فقط خطاب تحريضي ضد اسرائيل، مضيفاُ أن عباس وصف المخربين مثل قتلة المستوطنين في مستوطنة ايتمار بأنهم أسرى سياسيين ".


و أضاف ليبرمان أن خطاب عباس فخطابه مليء بالتهديدات، ويطرح تساؤلات كثيرة ، و هو لن يكون شريكا للسلام مع "اسرائيل "

الادارة الامريكية لاتزال قاصرة وغير مفهومة بل ان معالجتها لاتقترب من حل المشكلة الرئيسية .

ان الادارة تحاول ان تعالج الفروع وتترك النبع الذي تتسرب منه المشكلة فالمشاكل الاقليمية حول الشرق الاوسط لايمكن حسمها ومعالجتها قبل معالجة الاسلحة النووية في اسرائيل ومعالجة حل الدولتين على اسس الشرعية الدولية.

نعم ، لنفترض صدق الادارة وحسن نواياها بالتغيير فماذا ستفسر الشعوب العربية تهديم المنازل في القدس الشرقية وترحيل سكانها منها والحصار والتجويع والجرائم التي يضيق المجال بحصرها ماذا ستفسر الشعوب العربية صمت الادارة هذه؟ وكيف ستفهم الدعم الذي يقدم لاسرائيل وحكومتها المتطرفة؟

ان امريكا تعامل اسرائيل كمن يغضب من صاحبته ثم يقول في نفسه "وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..... " لقد اصبحت اسرائيل مشكلة عالمية بل عاهرة عالمية يجب ايقافها وليعلم العالم ان مشاكله ستبقى قائمة مادامت العاهرة الصهيونية تنتقل من بيت دعارة الى آخر.

واليكم التصريح الذي يبعث الغضب و الاشمئزاز على كل انسان يقرأ في السياسية ويضيع وقته في قراءة السخافات الاسرائيلية ان الناطقة باسم الحكومة تسيبي ليفني عبر اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الليلة قبل الماضية، معزية في ضحايا التفجير الإرهابي في أنقرة، ومع أن المحادثة كانت مقتضبة، فقد اعتبرتها الأوساط السياسية في إسرائيل «ذات مغزى سياسي عميق»، وربطوا بينها وبين لقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، وقالت ليفني خلال المكالمة، وفقا لبيان من مكتبها، إنها تتضامن مع الشعب التركي، وتعتبر أن إسرائيل وتركيا في خندق واحد ضد الإرهاب، وأضافت: «إسرائيل دولة وقعت لسنين طويلة وما زالت ضحية للإرهاب. ونحن نعرف معنى قتل أبرياء أو جرحهم. وعلى الرغم من الخلافات بين حكومتي بلدينا، فإننا نقف إلى جانب تركيا متضامنين ونتقدم إليكم بأحر التعازي».
ما قاله نتنياهو، حسب الصحيفة الاسرائيلية، هو «أن تركيا وليس إسرائيل هي التي يجب أن تخاف من صدام عسكري بيننا». وأضافت الصحيفة، أن قيادة الجيش الإسرائيلي لا تحب هذه اللهجة، لأنها «تعارض نشوب أزمة مع تركيا، وتفتش عن طريقة تتيح إعادة العلاقات بينهما، وبالتأكيد لا تحب الدخول في صراع عسكري مع تركيا».
و ها نحن نراقب الفارس الذي جاء على الحصان الابيض و جلس في البيت الابيض من اصول الافريقية، كفانا صمت يا حكومات العالم و اخص بالذكر الحكومات العربية التي ترى الحقائق وتصمت على حساب التوازنات السياسية و الاقتصادية و توزيع الحصص والكعكات والملذات في حين ان الشعوب العربية اماتها القهر و الجوع و البطالة والفقر.


بقلم الباحث في شؤون الشرق الاوسط
مهند السعودي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات