الأشكال المتعارف عليها دوليا فى السياسة
من الأشكال المتعارف عليها دوليا فى السياسة الداخلية الإضراب عن الطعام للحصول على مطلب ما وهذا المطلب قد يكون حقا وهو الغالب وقد يكون باطلا وهو النادر .
غالبا ما يستنفد المضرب عن الطعام الوسائل السلمية الأخرى للحصول على مطلبه كتقديم شكوى أو طلب لجهة الاختصاص أو تقديم دعوى قضائية ومثل الوقفة الاحتجاجية أمام مكان تواجد السلطة التنفيذية أو عمل مظاهرة أو اضراب عن العمل .
والسؤال هل يجوز الإضراب عن الطعام فى الإسلام ؟
لا يجوز الإضراب عن الطعام فى الإسلام لأن هذا فيه إيذاء للنفس فيه حرج ولم يجعل الله فى الإسلام حرجا أى أذى فقال فى سورة الحج "وما جعل عليكم فى الدين من حرج " كما قال بسورة البقرة "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
وقد جعل الله للمسلم عند المطالبة بحقه طرقا أولها المقال تطبيقا للمقولة الشهيرة "إن لصاحب الحق مقالا " وهذا المقال أى القول أباح الله فيه للمظلوم أن يسب ظالمه بلا عقاب على ما قال من سب فقال بسورة النساء " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " وهذا المقال يحتما رفع دعوة قضائية أو شكوى أو غير ذلك وعندما لا يجد المسلم استجابة فإنه مخير ثانيا فى أمرين :
الأول الصبر والعفو عمن ظلمه والثانى الانتصار ممن ظلمه وهو أن يأخذ حقه بالقوة وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى:
"وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئم ما عليهم من السبيل "
ومصيبتنا فى بلادنا الآن هى أن صاحب الحق يجرم لأنه يريد أخذ حقه مع أن الله بين أن السبيل وهو العقاب يقع على الظالم الذى منع الحق عن صاحبه فقال مكملا الآيات السابقة من سورة الشورى :
"إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم "
وهذا هو ما حدث فى أزمة المعلمين وغيرهم فى مصر ممن منعوا حقهم من زيادة رواتبهم ومعاشاتهم والتى صدر بها قرار من مجلس الوزراء للكل ثم فوجىء البعض بأن الزيادة للبعض دون الأخر فقد جرمت الحكومة والمجلس العسكرى اقتحام الوزارات ودخول مكاتب الوزراء والاعتصامات لأخذ الحقوق رغم أنهم طالبوا بها مرارا وتكرارا من ثلاثة أشهر ولكن لا مجيب فهم يحرمون ما أحل الله