تعديلات أم تعليلات
لست وحدي من تابع جلسات مناقشة التعديلات الدستورية ، واهتم بها ونظر اليها كخطوة من خطوات الاصلاح والديمقراطية الحقيقية .
ولست وحدي من جلس وكأن على رأسه الطير وهو يتابع ويستمع ويتأمل الوجوه ويعلق على كلامهم ، وأحيانا يهتف لأحد النواب بعبارة (عفية عليك هاظا اللي بدنا اياه) .
ولا شك لست وحدي من تألم حينا وانصدم حينا ، وخاب أمله حينا آخر .
في كل دول العالم يعتبر الدستور هو أعلى الهرم القانوني ، واحترام الدول يبدأ من احترام دساتيرها ، فالدستور هو الذي يضفي الرونق على النظام ليقال أن هذا النظام دستوري يستمد سلطاته من حكم الدستور .
لذا تعني الشرعية احترام الدستور والقانون والخضوع له والاحتكام اليه في كل صغيرة وكبيرة وفي أي شان من الشؤون .
احترام الدستور ليس فقط مراعاته وتطبيقه ، بل حتى في طريقة قراءة نصوصه يجب أن تتم بخشوع تام ، أنظر مثلا للرؤساء الامريكيين ( بوش) بالذات ، تلاحظ صوته وطريقه كلامه تختلف عندما يقرأ مادة من مواد الدستور ، كل ذلك لأن للدستور رهبة ومكانة توجب احترامه نصا وفعلا .
الوضع لدينا كان مختلف كثيرا ....
ففي جلسات النواب المقررة لمناقشة التعديلات الدستورية ، حضر كل شيء الا احترام الدستور الا قلة أصرت أن لا تبدد خشوعه وتمحق رهبته .
فبين النوم أثناء الجلسات والتغيب والانسحاب منها، والسرح أحيانا والصفن ، الى الانشغال في الاحاديث الجانبية ، أو اللعب بالهواتف الخلوية رغم انقطاع الارسال داخل القبة ، الى توزيع المخلوطة والكاشو والتسالي فيما بينهم والانشغال بأكلها وتنقيب الفستق الحلبي والبندق . تمت عملية مناقشة التعديلات الدستورية وبالتالي اقرارها .
بالنتيجة أجد نفسي محتارا ، هل كنا في صدد تعديلات أم في صدد تعليلات ؟!
* للأمانة .. الأراجيل لم تكن موجودة ... ولا أدري كيف غابت ؟!