التغيير المرتقب في المملكة
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم﴾ فالتغيير هو سمة طبيعية وضرورة باتت ملحة بعد أن سئم الشعب ألأردني كل أشكال التغيير المكرر والممل الذي أصبح فقط ينحصر في تغيير الوجوه وليس في تغيير الضمائر والقلوب .
فهدف من يتوقون للحصول على جزء من الكعكة السياسية وما يترتب على ذلك من امتيازات التقاعد و النفوذ الاجتماعي وممارسة أشكال الواسطة والمحسوبية والسهر في الصالونات السياسية التي تمارس وبطريق ممنهج ومحبوك سياسة النميمة واغتيال الشخصية وشراء ذمم بعض ألأقلام المستعدة للطخ العشوائي وخلق البلبلة كل ذلك فقط للإطاحة بالشخص المنافس عّل من يمارس هذه الرذيلة السياسية أن يعود إلى الواجهه ويطبق مجددا إهانة العباد فضاع الوطن وأبنائه بين حانه ومانه .
إن التغيير المطلوب هو اقتلاع شخوص الفساد من جذورهم واستبدالهم بوجوه جديدة فالشعب ألأردني الذي تجاوز تعداده ستة ملايين نسمة ايعقل انه نضب من الوجوه التي تحظى بالقبول والمصداقية لدى الشارع ألأردني لشغل منصب رئيس الوزراء أو رئيس الديوان الملكي .
لقد مل الشعب لعبة تبادل ألأدوار بين القوى السياسية والنخب وجماعات المصالح ,,, فحكايات الشارع تتكرر ذاتها مع كل حكومة والسبب غياب النهج المؤسسي والبناء التراكمي على ما تم انجازه فكل حكومة تأتي تقوم بنسف سابقتها كتكتيك لاحتواء احتقان الشارع لفترة وجيزة من الزمن .
وفي ظل فترة الهدوء يكون رئيس و اعضاء الحكومة قد انجزو برنامج التنفيعات من حيث تبديل جميع القيادات في المؤسسات ما يتناسب ونهج الرئيس وفريقه الوزاري دون تأنيب الضمير مادام أن الدفع ليس من جيوبهم الخاصة وعندما يفوق الشعب من سباته لا يلحق أن يدلي بدلوه حتى يسمع عبر التسريبات بقرب استقالة الحكومة فينشغل الشارع بالتكهنات واستطلاعات الرأي حول الشخص القادم الذي سيشغل هذا المنصب أو ذاك.
هذه المرحلة تتطلب عدم الرجوع إلى ارشيف الشخصيات التي مارست دور تنفيذ السياسة العامة في البلاد لان معظمهم أصبحت أوراقهم محروقة ومكشوفة ولن يأتون بشي جديد سوى اتساع منسوب الاحتقان والحالة الهستيرية التي وصل إليها بعض الناس نتيجة شعورهم بالإفلاس فالمجرب لا يجرب .
وقد يتساءل البعض من البديل وهل نأتي به من الفضاء الخارجي أو يتم استيراده تحت بند الإعفاء الجمركي كون الوطن بحاجته لكن سيناريو الحل يكمن في الشخص الذي يستطيع أن يتعامل مع حراك الشارع ويعي تداعيات هبوب رياح التغيير على المنطقة العربية ويتصف اقل مافيها بنظافة اليد واللسان من وجهة نظر المواطنين .
لذا فالسبيل الوحيد لإطفاء غضب الشارع الناجم عن الممارسات الحكومية وقطع الطريق على المشككين بمسيرة الإصلاح وذوي النظرة السوداء الذي يجيدون فن اللعب على عواطف ومشاعر الناس بحجة الانحياز للصالح العام تدفع الغيورين لتقديم النصيحة والمشورة الصادقة لصانع القرار فما نراه من تطاول على الرموز الدولة او حالة الاستقواء لا يمثل حقيقة ما يكنه الشعب ألأردني لهذا البلد بقدر ما هو انعكاس مباشر لغياب حالة الثقة والمصداقية بين الشارع والحكومات .
إن التغيير المنشود لا يتأتى - إضافة إلى ما سبق- الا من خلال مناخ جديد يحقق تكافوء الفرص عبر الارتكاز على معايير ومقاييس تدحض سياسة الإقصاء والعجز والسلبية وتعمق وتجذر مفاهيم الحوار والمشاركة الايجابية .