زينب الحصني ... اغتيال الأنوثة
في غفلةٍ من أعينِ الناس .. رقبوها حتى تخرجَ من البيت, فخرجتْ ... فانقضّوا عليها كالفئران الجائعة ! !رجال مسلّحون بأثقلِ العتاد والسلاح ينتظرون زينب !! زينب الحصني ابنة الثامنة عشرَ ربيعا لم يرقبوها لأنها متهمة بقضيةِ فساد أو تجسّسٍ أو خيانة وطن, تهمتها الوحيدة أنها أخت محمد الحصني !! ذلك الشاب الذي كان يخرج لمّا يخرج الشرفاء, وأبى أن يكونَ شيطاناً أخرسَ فكان ينادي بالحق , فيصيح حينما يصيح الشرفاء " الموت ولا المذلّة "
أرأيتم كم هو ذنبها عظيم ؟!! ذنبها أنها وُلدت ثم أصبحت أختاً لمحمّد الحصني !! أهذا ذنبٌ ؟؟!! زينب الحصني ... يا أخت محمد البطل, كم نحن فخورون بذلك البطن الذي حواكما تسعةَ أشهر !! كم نحن فخورون بذلك الأب الذي ربّاكما صغارا على حبّ الوطن وثراه, ولمّا كبرتما قليلا حلّقتما أحياءً عند ربّكما ترزقان. ومع أنكِ يا زينب لم تنهِ التاسعة عشرَ ربيعاً من العمر, ولم تعرفي في هذا العالم الكبير غيرَ حجابكِ الأسود وعباءتك التي ترتدين وأفراد أسرتكِ, إلا أنّ يد الظلم نالت منك غدرا ... فأتوا بدمٍ كذب , ولفّقوا التهمَ اليكِ يا زينب وأنتِ على استحياءٍ تنكرين !!
زينب ... لقد اعتليتِ منصّة الشرف والعِفة من حيّ بابِ السّباع في حمص , كيف لا ؟!! وبابُ السباع من أوائل الدّاخلين في لواء ثورة الشرفاء ودحض الاستبداد وأهله, كيف لا ؟!! وقد خرجتِ من البيتِ فنهشكِ الكلاب وأرجعوكِ إلى أمّكِ بكيسٍ أسودَ مقطوعةَ الرأس !! مقطوعة اليدين !!
زينب ... أريد أن أخبركِ لأنني على يقينٍ بأن الشهداءَ أمثالكِ أحياءٌ يعون ما نقول, أريد أن أقولَ لكِ بأنّ اسمكِ الآن صار مثيلاً للوطن كله, فزينب الآن هي سوريا, وسوريا أيضاً أصبحت زينب , فصارَ الشرفاء يهتفون تارةً " بالروح .. بالدم .. نفديكِ يا زينب ... " وتارةً أخرى " بالروح ... بالدم .. نفديكِ يا سوريا ... " فهنيئا لكِ يا زينبُ هذا المجد والشرف الذي نِلته في الدنيا و الاخره.