قوى " الظلام "

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : لو كنت مستشارة لجهات عليا ، لنبهت هذه الجهات ، وهي خير من اصغى ، أن المادة 23 من قانون مكافحة الفساد لا يجوز أن تكون ضمن القانون ، لأنها تحصين للفاسدين ، وتاثيم للمواطنين الشرفاء الذين سيرجئون الحديث عن أي فساد إلى ما بعد يوم القيامة ، فمن من الناس لديه 60 ألف دينار هذه الأيام ، وأقصد العامة من خلق الله التعبانين والجوعى والطفارى ؟؟ .
لو كنت مستشارة لجهات عليا لقلت بأن هذه المادة " عيب " خاصة وأن سيدنا أمر أن تكون الحرية الصحفية مصانة ، فجاء بعض المشرعين ، وعلى الأخص من اراد منهم أن يمسح " جوخ " ، وبدل أن يكحلها عماها ، على اعتبار انه اعتقد بأنه يخدم توجها ليس موجودا في الحقيقة إلا في خياله .
لو كنت مستشارة لجهات عليا لطلبت ، بحكم عملي ، إلغاء هذه المادة وعدم التصديق عليها ، ومن يقدر على ذلك سوى سيدنا ، ، لأنه لا يمكن أن يقبل بما ورد في المادة المذكورة التي جاءت لمحاربة الشرفاء ضد الفاسدين ، مهما حاول المحاولون تزيين الأمر ، وجرب المجربون ألعوبة الضحك على الناس ، ومهما تفذلك المتفذلكون أنها مادة غير معنية بالصحافة والإعلام والراي .
ثم : كيف يكون الأردن موقعا على اتفاقيات دولية لمحاربة الفساد وإنشاء هيئته ،وفي نفس الوقت يضمن قانون مكافحة الفساد الذي جاء لخدمة اسمه بندا يحارب القانون نفسه ، ويتناقض مع مساقه الأخلاقي والوطني ذي الإرتباطات الدولية ، والاردن دولة ، وها قد بدأت الشبكات الإعلامية الخارجية تهاجم البلد ، باللإضافة إلى تصيد المتصيدين للإنقضاض على استقراره وأمانه وهدوئه .
البلد لها ناس ، ومخطئ من يظن بانها سايبة ، يسن التشريع الذي يريد، ويقدر ويفصل ويجمع ويطرح ما يشاء وما يريد من ارقام وكأن الصحفي والإعلامي والمواطن بلا حائط ويكفي أن الملك هو ملاذ الجميع ، فلا يظنن أحد بانه جاب السبع من ذيله مع أنه أساء للأردن ولسمعته ولمسيرته الإصلاحية ، ولن ينفع كل الترقيع الذي يحاوله البعض أن يمحو هذا الإنطباع عن عقول وأدمغة المراقبين في الداخل والخارج .
يامل الأردنيون أن لا يوقع جلالة الملك على هذا التعديل الخطير الذي يحمي الفساد والفاسدين ، ويحد من مطاردة المفسدين واللصوص ، ويشد على أيديهم في مواجهة قوى النور التي تطارد قوى الحرمنة والسرسرة .
سينتصر الإصلاح الذي يريده الملك ، وسينهزم كل من أراد أن يسيء إلى البلد وسمعتها ، وإن غدا لناظره قريب .
الزميلة داليدا العطي