مفتاح الحل بيد الملك
منذ أكثر من ستة شهور والمملكة تشهد حراكا شعبيا سلميا في مختلف المحافظات بغية أصلاح وترميم الأخطاء والأزمات التي خلقتها الحكومات المتعاقبة عندما انتهجت ومارست سياسة التسويف والمماطلة مع ابسط الحقوق العامة للمواطنين والتي تتعلق برغيف الخبز وفاتورة المحروقات والرسوم الجامعية وإيجاد المزيد من فرص العمل لاسيما وان أغلبية المواطنين يعيشون فقط حالة الكفاف بينما ينعم رجالات الدولة بنصيب الأسد .
الحكومة لم تحرك ساكنا تجاه هذا الوضع ولم تدرك حالة ما يسمى بالربيع العربي معتقدة أن لأمر عبارة عن سحابة صيف عابرة أو غيمة ستنقشع بعد حين لكن الإصرار الشعبي وارتفاع سقف المطالب يدعو صاحب القرار إلى اتخاذ حزمة معالجات بدلا من الانتظار الذي لا تعرف عواقبه في المدى المنظور.
لقد اشتاق الشارع الأردني إلى سماع صوت جلالة الملك الذي يبعث دائما على الطمأنينة والتهدئة وسحب حالة الاحتقان الشعبي بعد أن أخفقت معظم مؤسسات الدولة في إجراء الجراحات المناسبة
فتدخل الملك قبل أيام بصفته الحكم والمظلة الشرعية لجميع الأردنيين في إيجاد المخرج المناسب للازمة بين مجلس النواب من جهة والجسم الصحفي والرأي العام من جهة أخرى ساهم في نزع فتيل الأزمة وعادت الأمور وكان شيئا لم يحدث .
وان كان هناك إجماع كبير في الشارع الأردني على محبة الملك كونه يشكل صمام الأمان واستقرار البلد بعد أن رأى الشعب الأردني بأم عينه معاناة الشعوب العربية في الجوار لكن الشخصيات التي مارست السياسة العامة في الأردن تعسفت وهضمت حقوق الناس وقننت الفساد بشقيه المالي والإداري كل ذلك لإشباع رغباتهم الشخصية بغض النظر عن مصلحة الوطن والمواطن أو من نصبهم لحمل أمانة المسؤولية .
لقد آن الأوان يا جلالة الملك الاستماع التي نداءات الشارع التي تستغيث وتقول يا أبو حسين اعد القطار إلى سكته قبل أن يجنح إلى المجهول خاصة بعد أن مارس المستشارون دور سياسة التضليل والتعتيم وقالوا أن البلد بخير وان ما يجري لدى الأشقاء العرب حالة مختلفة .
ما الذي يمنع من لقاء الشخصيات التي نصبت نفسها نيابة عن الشعب بإدارة عجلة الإصلاح للاستماع إلى أرائهم وتنفيذ الممكن منها وان يكون التغيير القادم في المملكة يضم عددا من الوجوه التي تحظى بقبول الشارع لنرى عندها المعجزات التي يمتلكونها والعصا السحري لإطفاء غضب الشارع.
ومما زاد الطين بلة حالة الانقسام التي تسود الشارع فممارسات بعض الأشخاص للتعبير عن حبهم للوطن والملك بطريقة قد تفسر بأنها مستفزة للغير يقابلها رعونة وطيش من بعض المأجورين الذين يريدون للوطن وأبنائه الانجرار والانجراف إلى افتعال الأزمات والاحتكاك مع قوات الأمن .
أيرضيك يا جلالة الملك لمن تربى في أحضان الدولة ودرس أبنائه في الخارج وكانت أبواب الديوان مشرعة أمامها للدخول إليه متى شاءت أن تنعت الدولة الأردنية بأنها دولة فاسدة ما الفرق بينها وبين من يخرج إلى الشارع ويهتف الشعب يريد إصلاح النظام.
إن هذه المرحلة تتطلب التروي والتعامل بعقلانية وان الاحتكام إلى سياسة الحوار يجب أن تكون سيدة الموقف للتعامل مع كل أشكال التعبير السلمي الذي لا يسعى إلى جلب المضرة أو تفتيت الوطن واختزاله فقط ضمن منظومة المصالح الشخصية .