غياب فن الحوار في التلفزيون الأردني
من تابع برنامج الرأي الثالث الذي يدير دفة الحوار فيه الزميل جهاد المومني واستضاف وزير الداخلية مازن الساكت وعرج خلاله عبر الاتصالات الهاتفية على مداخلة مع رئيس مجلس النواب الأسبق عبد اللطيف عربيات يدرك الحالة التي وصل إليها التلفزيون والية التعامل مع وجهة النظر الأخرى .
ومع العلم أن السيد جهاد قد يصلح لشغل منصب إداري أو أن يتم استضافته للتحاور معه ولكنه اخفق أمام الاختبار الأول في إدارة حوار تلفزيوني الأصل فيه وهنا اقصد الحوار أن يحترم الرأي والرأي الآخر لا أن يمارس مبدأ البلطجة السياسية .
والسيد جهاد اعتقد انه لا دخل له في هذا الموضوع بقدر ما هي علاقات الصداقة التي تجمعه مع المطبخ الإعلامي في رئاسة الوزراء متناسين أن التلفزيون لديه الكثير من الوجوه المقبولة والناجحة والمثقفة لإدارة هذا البرنامج ولا عجب أن معظم الطيور المهاجرة إلى الفضائيات العربية ولدت من رحم مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ولكنها الإدارة التي دائما تقصي أبنائها وتلفظهم إلى الجحيم .
إذا كان الأعلام الأردني يمارس سياسة الإقصاء مع كادره البشري فكيف ستكون له سعة الصدر في تقبل ألرأي الأخر وخصوصا من شخص بحجم عبد اللطيف عربيات الذي ما عرفنا عنه الا نقاء سريرته وإخلاصه لبلده
وان كنت اكره تقسيمات الصقور والحمائم على اعتبار أن عربيات يمثل جناح الحمائم إلا أن هذا الرجل الذي يمثل نهج الاعتدال وعدم الغلو يعد احد وأكثر الشخصيات ألأردنية التي قابلها القصر ويرغب بلقائها كبار المسؤولين .
إن مثل هذه الشخصيات أمثال عبد اللطيف عربيات وعبد المجيد ذنيـبات واحمد عبيدات حليا بنا الاستماع إلى آرائهم والاستئناس بها لأنهم من اشد الناس غيرة وحرصا على مصلحة الوطن والنظام بدلا من نجاح الفضائيات في ترويج وتقوية الأشخاص الذي يجنحون إلى التطرف أمثال زكي بني أرشيد
الفرصة الآن متاحة أمام التلفزيون لاستيعاب كل الآراء خصوصا وان المنطقة تمر بظروف عصيبة والأردن ليس بمنأى عن هذه الأحداث
فالتلفزيون لجميع أبناء الوطن وهو نافذتهم لتهدئة الشارع خصوصا بعض الفئات التي بدأت تخرج عن المألوف في طرح شعاراتها الدخيلة على حياة الأردنيين .