عندما يزور الخصاونة عبيدات وشبيلات

المدينة نيوز – خاص - داليدا العطي - : قال مصدر مقرب من رئيس الحكومة المكلف : إنه يحمل في جعبته مشروعا إصلاحيا وإن هذا المشروع بحاجة إلى تضافر كافة القوى والجهود من أجل تنفيذه بعد أن تم تجاوز " عقدة " الإسلاميين الذين يبدو أنهم بدأوا في نفض غبار مرحلة خاضوها بكل ما فيها من ارتدادات عكسية عليهم كجماعة وحزب ، بل وما فيها من مكاسب أيضا تمثلت مؤخرا بإزاحة الحكومة التي يناصبون رئيسها العداء على رؤوس الأشهاد .
المعلومات التي تسربت للمدينة نيوز تقول : إن مراجع في الدولة وافقت للخصاونة على لقاءات يعقدها مع أعتى المعارضين وعلى رأسهم ليث الشبيلات الذي يتواجد راهنا خارج البلاد ، ومع أحمد عبيدات " التقاه الرئيس بمنزله مساء الثلاثاء " ومن المنتظر أن يلتقي قريبا زعماء الجبهة الوطنية للإنقاذ التي تضم 4 أحزاب مهمة هي الوطني الدستوري والوسط الإسلامي والحياة والجبهة الاردنية الموحدة ، ومن ضمن جدول الرئيس أيضا النقابات وبقية الأحزاب ومؤسسات المجتمع تنفيذا لكتاب التكليف .
لقاء عبيدات في منزله واتصال الرئيس المكلف به ليعرض الزيارة لا تختلف من حيث الأسلوب عن الطريقة التي اتبعها دولة الأستاذ فيصل الفايز خلال تشكيله الحكومة ، حيث التقى توجان وأبو زنط " أيام قوته " في منزليهما وزار النقابات ، ودخل حينها في مواجهة مع المرحوم سعد خير بحسب ما رشح من معلومات ، على اعتبار أن زيارته لهذه الجهات قد تضعف الدولة بعيون المعارضة وهو ما نفاه الفايز أمام الملك ودافع عنه بشراسة مخاطبا المرحوم : في البلد ملك واحد يا سعد ، حسب ما روى أحد الحضور في ما بعد . ..
وتقول معلومات المدينة نيوز التي لا يرقى إليها الشك : إن الخصاونة عازم على لقاء الشبيلات الذي بالتأكيد سيرحب باللقاء كما فعل عبيدات ، ولكن : هل تكفي هذه اللقاءات التصالحية لتأسيس توافق ما ، أم أنها مجرد لقاءات إعلامية لن تفضي إلى شيء ؟؟ ..
سألنا شخصية سياسية مخضرمة عن ذلك فقالت : إن اللقاءات هذه مجدية إن دعمت ببرنامج إصلاحي ذي أبعاد زمنية محددة وواضحة ، أما إن اقتصرت على الإبتسامات فإنها لن تختلف عن لقاءات الفايز بتوجان فيصل – مثلا – والتي لم تسفر عن اي نتيجة ..
استدرك قائلا : تختلف توجان عن عبيدات الذي يرئس جبهة وطنية ، فتلك سيدة واحدة وغير مؤثرة ولا تمثل إلا نفسها من حيث كينونتها السياسية ، بعكس شبيلات وعبيدات اللذين يحظيان بقواعد شعبية واضحة ، مما يجعل من خطوة الخصاونة ذات معنى ولربما تنتهي إلى تهدئة من نوع ما ، ولكنها أبدا لن تنتهي إلى ما يرغب به الرجل من توافق على البرنامج المختلف عليه أصلا ..
الخصاونة جاد ومهتم بالمصالحة مع المعارضة ورموزها ، ولقد تم احتواء الإسلاميين بعد اللقاءات التي يجرونها مع مراجع في الدولة وفي الديوان الملكي بالذات ، ولكن الشارع المعارض كما يقول مراقبون ليس هو الإسلاميين فحسب تماما كما أنه ليس شبيلات أو عبيدات .
يقول مراقب حصيف : إن كتاب التكليف الملكي واضح : فالملك يريد أن يشارك الجميع في البناء بدون استبعاد أي كان حتى ألد الألداء ، وأكثر ما يخشاه متابعون أن يركز الخصاونة على ما برز من معارضة عبرت عن نفسها ، في الوقت الذي يتذمر فيه من الفقر والفاقة والمرض والبطالة قطاعات شعبية واسعة لا بد من الجلوس إليها أيضا .
أحدهم أضاف : مطلوب من الخصاونة أن يخلع " روب المحاماة " أو " القضاة " ويرتدي الجينز أو الفوتيك وينزل هو وطاقمه بعد الثقة إلى الشارع ، فالمرحلة مرحلة استنشاق غبار وخوض " صحاري " و " بوادي " وتراب وشوارع بل ومكبات أحياء شعبية وليست مرحلة الكونديشنات وزيارة خلدا ( عبيدات ) أو الرشيد ( شبيلات ) ، لأن جناعة والجبل الأبيض وبيت راس وأدر والنقب وعجلون والغور والرويشد وكل شبر في البلد هي الاردن أيضا ..
الملك أمر بما أمر به في كتاب التكليف ، وكان كتابا قويا جامعا ، والأردنيون ينتظرون التنفيذ ، وكل الأمل بالرئيس المكلف الذي نأمل ان يوفق في مسعاه ونتمنى له كل النجاح .
الزميلة داليدا العطي