" التراكتور "

تم نشره الأحد 23rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 11:11 مساءً
" التراكتور "
المحامي خلدون محمد الرواشدة

مرت سنوات طويلة لم أرى فيها "تراكتور " ، لكني أمس رأيته ، وعدت معه الى الوراء كثيرا ، الى الزمن الزراعي الذي لم يغب عنه " التراكتور " ، ليس هذا فحسب ، بل الى زمن الطفولة أيضا .

ففي الطفولة كان منظر "التراكتور " ، "هجنة " بالنسبة لنا نحن الأطفال أنذاك ، فما أن نراه حتى نلحق ونتعلق به ، " والمسعد " من يحظى بفرصة ركوبه ، ذات مرة ونتيجة الحاح وترجي ، وافق السائق على ركوبي معه ، في الحقيقة كان شعورا يوحي بالبهجة الممزوجة بالغرور والتباهي كلما مررنا من امام أقراني من الصبيان ، على كلا ركبت وقتها ولم يبقى الركوب عالقا في نفسي .

في ذلك الوقت كان جدي ما زال يتسعمل المحراث البدائي ، في حراثة بستانه وأرضه ، وقد كان يعاني وهو يجوب الأرض ذهابا وايابا وهو ممسك السكة بيد ، والرسن بيد أخرى . والعرق يتصبب منه من كل مكان ، علمني وقتها ان البراعة تكمن في طريقة السيطرة على السكة والرسن في وقت واحد .

ذات مرة ولصعوبة الأرض المراد حراثتها وكبر مساحتها كان عليه ان يستعين "بتراكتور " / محراث آلي حديث / ، وقد استأجر وقتها واحدا ، كانت تلك المرة الاولى التي أرى فيها "التراكتور " عن قرب ، والمرة الاولى التي أركب بها عليه ، المهم وفي زمن قياسي وبأقل نسبة عرق ممكن ، تم حراثة الارض ، بعدها اعتاد جدي عليه ، وأظن " الحمار " وقتها كان مبتهجا لتقاعده عن هذا العمل الشاق .

لكن وفي مرة من المرات ولصعوبة الارض ووعورتها ، وعدم قدرة "التراكتور " على الوصول اليها وحراثتها ، كان لابد ان يتم تحضير "الحمار " ، واخراج السكة ، والعودة الى الحراثة البدائية .

أخبرني وقتها جدي ، ان "التراكتور " يوفر الوقت والجهد على عكس الحراثة البدائية بواسطة "الحمار " ، كما ان طبيعة الارض ومدى وعورتها هي التي تحدد الوسيلة والطريقة في الحراثة ، كما علمني أيضا ان البراعة والسيطرة والتحكم لا تكمن في الوسيلة والطريقة فقط أنما تكمن في الحراث نفسه " فليس كل حراث حراث " .

نصيحة لدولة الرئيس ، انت قادم على أرض وعرة وتحتاج فعلا لحراثة ، لذا عليك أن تحدد الوسيلة والطريقة المناسبة ، واظن فيك من البراعة والسيطرة ما يغني عنه الكلام .
وعذرا سيدي الرئيس على التشبيه ، فهكذا نحن أبناء الحراثين ، عقولنا وذهننا معلق بالحراثة .

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات