جليلٌ أنتَ يا مصطفى عبد الجليل
لقد اصطفاك الله تعالى يا مصطفى عبد الجليل كي تكونَ رئيساً مؤقتاً لليبيا ,وشاءتْ حِكمةُ الله تعالى أنْ يختارك أنت دون غيرِك في ذلك الوقت العصيب كي تترأس مجلسها الانتقالي, ما أجملك من ليبيّ مسلمٍ معتدل! نقيّا أبيضَ القلبِ كما بياضِ مسقطِ رأسكَ مدينة "البيضاء " الليبية. ما أروعَ حديثك الرزين أمام الليبيين في بنغازي الثورةِ والشرف, حينما أعلنت تحرير ليبيا من الدنس الذي اشرأبّ فيها مدةَ أربعةِ عقودٍ ونيّف, فشرَعْتَ بالسجود لله شكراً على فضله وتوفيقه لكم في تحقيق النصر, كم كبرتَ بأعين الناس كلّهم, وكم أدمعْتَ عيوناً تعاطفت مع الثورةِ لمّا انحنيت ساجداً شاكراً لله عزّ وجلّ على نصرةِ الثوّار.
جليلٌ أنت يا مصطفى عبد الجليل , لقد أحبّك الجميع في ليبيا وفي خارجها, فعيناكَ لا توحي إلا بالتقوى والسلام والإيمان, أنتَ جليلٌ بكلّ ما تحمل الكلمة من معانٍ , وحينما سكتّ في خطابك أمامَ الجماهير الليبية ثمّ قرّبتَ فاكَ إلى السمّاعة, وقلت : "أموالُنا .. ودماؤنا .. وأعراضنا .. حرامٌ علينا " في الوقت الذي كانَ المجرمون من قبلك قد انتهوا حالاً من سرقةِ ليبيا , وسفكِ دماء الأحرار وهتكِ الأعراض , فيا له من فارقٍ عظيمٍ تفصله سويعات من خطابك الجميل ومن مقتل أولئك العصبةُ المجرمةُ الضّالة.
ومما يثبت أنّك رجلٌ شريف يا عبد الجليل, هو أنك قد قدمت استقالتك من منصب وزير العدل أيام الحكم الضال في زمن القذافي, فلو كنتَ مداهناً كاذباً من زمرة المنافقين لبقيت في منصبك ولم تهتمْ لأمر الناس, ولجَعلتَ من الظلم مدحاً ومن الكفرِ يقيناً! ولكنّ قوةَ إيمانِك وتسلّحكَ بحبِ الوطنِ وأبنائه جعلك تستقيل من منصب الوزير احتجاجاً على الظلم القائم حين ذاك.
يا عبد الجليل.. إني أحبّكَ كما الملايين من الليبيين , فلا تتوانى في ترشيحِ نفسك رئيساً لليبيا أيها الليبيّ الحر .