النقد الأسري في إطار المحبة

تم نشره الأربعاء 26 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 02:08 مساءً
النقد الأسري في إطار المحبة

المدينة نيوز - تحتاج الأسرة المسلمة إلى ممارسة النقد الذاتي والنقاش الحر في أوضاعها وشؤونها المختلفة، ومسوّغ النقد هو تلك الفجوة الأبدية بين ما نفعله على أرض الواقع، وبين ما يجب أن نفعله، حيث لا تستطيع أي أسرة أن تقول: إنّ أوضاعها على ما يرام، وإنّها لا تشكو من أي مشكلة. النقد داخل الأسرة يكون للأوضاع العامّة للأسرة، ويكون من فرد من أفراد الأسرة لفرد آخر، أمّا على الصعيد الأوّل، فإنّ على الأبوين أن يشجعا الأطفال على ممارسة النقد الموضوعي المهذب، فالأسرة في الأصل هي مركز تدريب على إكتساب مهارات الحياة المختلفة، هذا ولد في المرحلة الإبتدائية يقول لوالدته: كلّما دخلت إلى غرفة وجدت الأنوار مضاءة والمكيف في حالة عمل، وليس فيها أحد، وهذا إسراف وتبذير للكهرباء، وهذه بنت في المرحلة الثانوية تقول لأبيها: إنّنا صرنا نتساهل في الإستيقاظ لصلاة الفجر حين تكون مسافراً، حيث إن معظم من في البيت لا يستيقظون إلا لم تقم أنت بإيقاظهم، وهذا طفل يقول لأُمّه: نحن صرنا نتأخّر كثيراً في السهر، وهذا أدى إلى أنّني مع إخوتي صرنا ننام – أحياناً – أثناء الحصص الدراسية... إنّ ترحيب الأبوين بنقد الصغار هو الذي يشجِّعهم عليه، ولا يصح أن يتوقّف الأمر عند الترحيب، بل لابدّ من مناقشة ما يقولونه والإستفادة منه. أمّا نقد أحد أفراد الأسرة لفرد آخر، فهذا يحتاج لشيء من الإنتباه، وذلك لأنّ العلاقات الأسرية في حدودها الدنيا متينة جدّاً، أمّا في مستوياتها العليا، فإنّها هشة جدّاً، حيث إنّ كلمة غير موزونة أو جارحة يوجّهها الرجل لزوجته، أو توجّهها المرأة لزوجها، أو توجّهها أخت لأخيها... يمكن أن تعكر القلوب شهراً، وحين تكثر الكلمات من هذا النوع، فإنّ حياة الأسرة يمكن أن تصبح بائسة وكئيبة. إذا لاحظ أحد الأبناء شيئاً غير ملائم على أحد إخوته، فإنّ عليه أن يفكِّر في طريقة إبداء الملاحظة، وأن يختار الوقت والتعبير المناسبين، وقد يستشير والده في ذلك، ويكون الرأي أن تحدث الأُم أو الأَب الولد بذلك الشيء عوضاً عن الإبن. أحياناً تكون الملاحظة على أحد الأبوين، وحينئذٍ فقد يكون من الأنسب أن يفاتحه به شخص كبير (الولد الكبير أو الزوج..) في كلّ الأحوال، فإنّ على الناقد مهما كان موضوعياً ومحقاً في نقده أن يحرص على صفاء العلاقة بينه وبين مَن ينتقده؛ لأنّ الناقد إذا لم يكن حريصاً، فإنّ الخسارة قد تكون أكبر من الربح، ولدينا الكثير من الأمثلة التي أدّى فيها النقد غير الموزون إلى تجافي أفراد الأسرة وإبتعادهم عن بعضهم، مع عدم وجود أي إصلاح للخلل.
(انترنت)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات