مبادرة مدرستي
ليس من الصعب على اي شخص منطقي ان يعود عن نقده لفكره في اولى خطواتها ، فبعد ان دخلت (مبادرة مدرستي) حيز التنفيذ وبرعم ربيعها وبانت نتائجها واضحه جليه على ارض الواقع اقر باني اسأت الظن بهذه المبادره ، حيث كنت ولفترة قريبه جداً ممن انتقد (مبادرة مدرستي) كفكره ومضمون ، ووصل الامر لحد انني قد اعتبرتها تعدي صارخ وتجاوز واضح لصلاحيات وزارة التربية والتعليم .
اجل وزارة التربية والتعليم هي المعني الاول والاخير بتربية وتعليم الطلاب ، من خلال حزمة مدخلات اولها المباني المؤهله لاستقبال الطلاب واحتضانهم وثانيها المناهج العلمية السليمة التي تواكب تطور العلم والمعرفة في كل عام ، لنخلص بالنهاية لمخرجات التعليم التي نتطلع بنتيجتها لجيل واع متعلم .
ان واقع الكثير من المدارس لا يخفى على احد منا ، فالكثير منها يعاني تآكل مبانيها وعدم صلاحيتها الامر الذي يجعلنا نجزم بان وزارة التربية تحتاج لاكثر من مبادره لانعاش الواقع التدريسي المرير الذي يعيشه ابنائنا ، جراء تخبط الوزارة في سياسيات التعليم التي اتبعتها في السنوات السابقة ، حتى غاب الوعي لدى الطلاب وهزلت مخرجات التعليم ، فرغم ما يحدث في مكاتب الوزارة من اجتماعات ودراسات وخطط اصلاحية ، الا ان مدارستنا بقيت كما هي وهبط مستوى التعليم .
الان (مبادره مدرستي ) برعاية ملكية سامية من جلالة الملكه رانيا العبدالله ، اتت وفق معايير عالمية طبقت على المدارس المهملة من وزارة التربية ، حيث تم اختيار المدارس الاكثر اهمالاً ، وفق اسس صارمه لامجال فيها لاخذ الخواطر والمحسوبيات ، وبعد اعادة تأهيل تلك المدارس اصبحت انموذج يحتذى ، ليس في المباني التي اجريت لها عمليات الصيانة والترميم فقط ، بل انعكست بصمات المبادره على سلوك الطالب وتحفيزه للتفاعل مع المجتمع المحيط به وجسدت في نفسه حبه للمدرسه والتعلم .
فالمطلوب منا نحن كأولياء امور واهالي ان نشد على يد القائمين على المبادره ، ونسير معهم رفيقاً في خطى اصلاح جيل المستقبل و لبنة الاساس لهذا المجتمع ، علنا نتشارك لوضع هذا الجيل على الطريق الصحيح .
فانني كطفل صغير ، تبدأ اولى خطواتي بالمسير تجاة مدرستي ، التي ستعلمني كيف سارقص عشقاً لوطني ، وكيف سابكي فرحاً لما صنع مني معلمي ، وسأسير بخطواتي كما مشاعري واحاسيسي واحلامي لنرتقي بموطني الذي اعيش واحيا.
المحامي
معن فرحان العموش