احوالنا العربيه
إن الأحداث الحالية التي تسود المنطقة العربية هي مرحلة جديدة من النضوج العربي والتفتح السياسي و الانفتاح على حقبة سياسية جديدة ستجعلنا أكثر جرأة في القول أننا نطبق الديمقراطية, وبرأي أيضا ستجلب نوعا من الاحترام للإرادة الشعبية
ولكن وان أردنا التعمق في قراءة الواقع فانا نرى بان الأمر أصبح في هذه الأوقات حالة من الانفعال العربي والاندماج في حالة الإضراب والتمرد على الواقع, بغض النظر عن النتائج التي جعلت البوصلة ضائعة ما بين اللازم والمطلوب !!!
فكان الإصلاح باب المظاهرات والمظاهرات رمز التمرد والعصيان, فأصبح الشارع هو البرهان على الحرية وليس المنابر الديمقراطية, وبالتالي فشارع أصبح من يحكم للأسف,....... واني أرى بان هذا الحالة ستطول ما دام الكبت الشعبي مستمر وعلى الحكومات أن تكون حكيمة وصابرة على هذا النوع من التمرد ,
التمرد على الذات وليس على القيادة, هذا النوع من المظاهرات هو نوع من التظاهر على الواقع وإثباتا للذات على أنها قادرة وليست عاجزة فعلى الحكومات أن تشبع رغبة الجماهير في التظاهر وتكون لها الوسط المناسب وتسيطر على الأحداث بما يسوق ويحدد الأحداث في إطار الدولة والبلد المعني, لان الأمور أصبحت في هذه الأوقات ملاعب مفتوحة القوانين والزمن والأطراف, تكون معادلات معقده تخلق نوعا من تداخل المصالح وتشابك الأطراف في لحظه اختلافها الأساسي في المبادئ فمثلا من الظاهر أن مصر بدأت بالطريق السليم في إنهاء النظام القاسي الا ديمقراطي, ولكن اليوم الثورة أصبحت لقب المتظاهر المحتج مع ان الهدف الرئيسي تحقق ولكنا نرى التحرير لا يهدا ولا يفرغ من المتظاهرين فبغض النظر عن الهدف ان كان حكومة ضعيفة أو رئيسا اخطأ فان الأمر إلى هذه الأيام يحل ويناقش في الشارع , الشارع مازال يحكم ويبرهن على ان منابر العرب الديمقراطية في سباااات مازالت !!!و أيضا تظهر لنا بان العرب ليست لهم القدرة ان يتواجهوا في منابر الديمقراطية وهذا إن دل فإنما يدل على أمرين اثنين لا ثالث لهما فشل المؤسسة الديمقراطية العربية وعدم مقدرة الغرب على مساعدة الأنظمة العربية في تأسيس هذا المبادئ !!!
فشلت الحقبة الماضية بما فيها من شعارات وبما فيها من اسبار سياسة وقواعد عربية يعمل بها عند حدوث أي مكروه للبنية العربية ,فشلت أكثر الأنظمة في حماية نفسها عند اول امتحان حقيقي لشرعيتها وحتى لقوتها في مواجهة العصيان المدني !!!!!
ولكن يبقى الرهان على القيادات العربية التي تواجه المظاهرات الآن وتمرد الشارع ,فهي الآن في حالة امتحان قاسي وقد يكون أقسى من غيره من الامتحانات التي مرت على بعض الدول ,لان الأمر يختلف من دولة لأخرى ومن بيئة لأخرى ,ولكن وبرأي فان التجربة الأردنية والبيئة المتكونة فيه ما هي إلا مدرسة مختلفة الخصائص والتركيبة من ناحية الشعب والقيادة والعلاقة التي تجمعهما في إطار الحكومة !!!!!!
فالاردن بلد عشائري قراره السياسي مرتبط بالملك الذي هو اعلى السلطات والحكومه صاحبة الولاية العامة المستمدة من الملك,
و الشعب الأردني في تركيبته ينتظر الدعم والمساندة والقرار السياسي الأخير من قائد البلاد الملك وينظر الى الحكومة وكأنها المسؤولية أمام الشعب في تنفيذ المشاريع والمتطلبات الشعبية والرد على أي استنكارات شعبية !
ولهذا فان التركيبة العامة تودي دورها في الحفاظ على الأمن القومي للبلاد وتسير المظاهرات والسخط الشعبي نحو صاحبة الولاية (الحكومة )وبالتالي وحسب الدستور فان الامر برمت سيكون في إطار الحكومة والشعب
وهذا هي ميزة الأردن.
وبما ان الملك هو رمز البلاد ورمز العزة للوطن ولا ينظر لشخصه لا بامور المنفعة الوطنية والمرجعية الشعبية الرئيسية فان القيادة ستكون هي الفيصل في حل الازمات بدعم الحكومة وإرشادها وايضا امتصاص الحراك الشعبي