كلام دولة الرئيس كلام من قاع الشوال
تم نشره الأحد 30 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011 05:06 مساءً
عبدالعزيز الزطيمة
دولة القاضي المحترم، لكونك أصبحت رئيساً للوزراء، وشكلت حكومتك، وأخذت وقتك بالمشاورات لتشكيل الحكومة، وجاءت أول جمعة من تشكيل الحكومة ولم تتوقف المسيرات في جميع محافظات المملكة تقريباً للمطالبة بالمزيد من الإصلاحات والاحتجاج على آلية تشكيل الحكومة. وقد طالبنا قبل تشكيل الحكومة بكسر الروتين القاتل لتشكيل الحكومات، والابتعاد عن الشللية وكان هذا وعداً منك للشعب ولكن فوجىء الناس ببعض أسماء من أعضاء الحكومة التي أصبحت غير مقبولة عند الشعب والتي تغيب عن الواجهة فترة من الوقت، وفي غفلة ترجع إلى الواجهة مرة أخرى، علماً أن بعض هذه الأسماء أصبحت نقطة خلاف وليس نقطة التقاء، وتقريباً هم ضمن تبادل الأدوار ما بينهم بالمناصب. ومع هذا كله طلبنا إعطاء فرصة للحكومة الجديدة ومزيداً من الوقت لكي يطلع الناس على ما ستفعله، ولكن الشارع لم يهدأ ولم يستمع إلى النداءات المتكررة لإعطاء الحكومة مزيد من الوقت ، لأنه شعر بأن بعض الأسماء في الحكومة غير مرحب فيهم وخاصة التي سبق منهم وتولى مناصب حكومية، وبالتالي أصبح لسان الشارع يقول " المقروص بخاف من جرة الحبل " وبالتالي أصبح من الضروري أن يبادر رئيس الحكومة إلى حوارات خارج العاصمة وبأسرع وقت ممكن ويقوم بجولات مكّوكيّة وسريعة بزيارة المحافظات والجلوس مع فئات الشعب والاستماع لهم والإجابة عن أسئلتهم كونك يا دولة الرئيس ليس عندك شيء تخفيه وأياديك بيضاء وليس لك أعداء، لماذا لا تذهب إلى أرجاء الوطن كافه والسماع للشعب والحديث إليهم عن ما لديك وعن ما لديهم من هموم ومشاكل؟ أليس هذه الطريقة هي أقصر الطرق لتقف بنفسك وتطلع بنفسك على ما يطالب به المواطنين، ولكي يكون عقد اجتماعي وسياسي ومعرفي بين الحكومة والشعب. لذلك أوجه النداء إلى دولتكم بالإسراع في هذه الخطوة كونه لا يوجد شيء بديل عنها لكي يتم الإجابة من شخصكم الكريم على هموم الناس، وكذلك يجب أن تكون آلية الالتقاء بالناس إذا ما حصلت مختلفة عن الآليات السابقة بحيث تكون اللقاءات مع من يطالبون بالإصلاح وهم عندهم ما يقولونه، وليس مع من هم دائما في الواجهة الخادعة التي مضى عليها عقود من الزمن، والذين هم الآن يركبون موجة المطالبة بالإصلاحات لكي يحصلوا على مزيد من المنافع ويبقوا بالواجهة ولكي يُقال أن فلان عضوا بالمجلس الفلاني وفلان كان عضوا بالمجلس الفلاني. فهذه الزمرة يا دولة الرئيس أجزم لك بأنك لست بحاجة للاجتماع معهم والاستماع لهم والسبب بسيط ومعروف لتك الزمرة لأنها تبحث عن ذاتها ومصالحها ولا يهمهم من يأتي أو من يذهب على مستوى الوطن لأن همهم الوحيد كلمة أنا لذلك يا دولة الرئيس الرجاء ثم الرجاء الذهاب إلى ما كان يذهب إليه من سبقوك بهذا المنصب الشهيد هزاع المجالي والشهيد وصفي التل والأحرار الآخرين من المسؤولين الذين كانوا يذهبون إلى الشعب وليس للمتزلفين على ظهور الشعب، وهم فئة معروفة في كافة المناطق بالمملكة. ولكن يا دولة الرئيس السواد الأعظم من الشعب هم لا يطمحون لأكثر من حياة كريمة والحصول على أرزاقهم بتعبهم وعدم العبث في ممتلكاتهم ومقدرات دولتهم وهم مخلصين وأوفياء لوطنهم ومليكهم والذين يعتصمون للحصول على مكاسب ومناصب بحجة حرمانهم من مناصب الدولة هم أنفسهم من مارسوا الظلم والعبث بمقدرات الوطن أثناء ما كانوا بالمناصب. والذي يخاف على الوطن، لا يأتي ويطالب في محاصصة في الوقت الذي أوضاع البلد غير مستقرة فبالتالي هو لا يستحق أي منصب. وأين الوطنية وأين نكران الذات وأين حب الوطن والقيادة مع العلم أن العدالة بين الناس واجب شرعي ومنطقي، وحق لكل مواطنين الأردن ولنجعل مصلحة الوطن فوق كل المصالح والمكاسب ولنحذف كلمة أنا.