دمعة على قرار تقسيم فلسطين

تم نشره الثلاثاء 01st تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 08:16 مساءً
دمعة على قرار تقسيم فلسطين
فايز أبو شمالة
 ما أن ذرف السيد عباس دمعة على قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة سنة 1947، حتى انفجرت دموع المتباكين على قرارات الأمم المتحدة، وراح بعضهم يلطم خديه على الفرص الضائعة، والغباء الفلسطيني في التعامل مع المستحدثات السياسية، بل وصل الصلف ببعض السياسيين إلى القول: لو وافق العرب على قرار التقسيم، لما وافقت عليه إسرائيل!
ما أعجب شأنكم يا هؤلاء! وما أغرب تفكيركم! وكأنكم بعد ستين عاماً من الصفعات الإسرائيلية المتتالية على وجوهكم لم تدركوا مخططات اليهود، ولم تمسكوا بأصابعكم صلب تفكيرهم الهادف إلى السيطرة على كل العالم من خلال نقطة الارتكاز فلسطين، وكأنكم نسيتم أن السيد عباس نفسه قد هندس اتفاقية أوسلو التي هي أكثير مساوئ من قرار تقسيم فلسطين، وتمت الموافقة الفلسطينية عليها، ومع ذلك، لم يوافق عليها اليهود إلا بعد أن أوجدوا مقومات تقويضها، والالتفاف عليها، وإفراغها من محتواها، لتصب في صالح المشروع اليهودي.
كان يجب على كل عربي شريف أن يرفض قرار تقسيم فلسطين، الذي يعطي لليهود أكثر من نصف الأرض العربية، بينما هم لا يمتلكون أكثر من 6% فقط من الأرض؟ فأي خائب كان سيوافق على قرار التقسيم، ويرضى بتهجير مئات آلاف الفلسطينيين؟.
لما سبق، لا يصح محاكمة الماضي على ضوء نتائج العجز العربي، ولا يصح الحكم على التجربة الوطنية الفلسطينية بمعايير فشل السياسيين الحاضر، ولا يصير التهرب من الضعف والخذلان التي لازمت حياة حكام العرب عشرات السنين، وكانت السبب.
الدمعة التي ذرفها السيد عباس على رفض العرب قرار تقسيم فلسطين، هي الدمعة ذاتها التي يذرفها السيد عباس على العرض الذي قدمه له رئيس الوزراء الإسرائيلي "أيهود أولمرت" سنة 2007، والقائم على الانسحاب الإسرائيلي حتى حدود 67 مع تبادل الأراضي، وإشراف عربي دولي على الأماكن المقدسة  في مدينة القدس، وإعادة 5 ألاف لاجئ فلسطيني إلى إسرائيل ضمن حدود 1948. لقد انتهى عرض "أولمرت" بالفشل مع وصول "نتانياهو" لرئاسة الوزراء الإسرائيلية، أو بمعنى أدق: انتهت المرحلة السياسية التي حقق فيها اليهود مزيداً من المكاسب السياسية، وجاءت مرحلة جديدة تستوجب مزيداً من التنازلات الفلسطينية!.
لكل فلسطيني يبكي على قرارا التقسيم، ويتحسر على الفرص السياسية الضائعة، يجيب رجال المقاومة الأشداء المخلصين، ويقولون: فلسطين كلها للفلسطينيين، وألف رصاصة في رأس قرارا التقسيم، الذي أعطى لليهود الحق في إقامة دولة غاصبة لهم على أرض فلسطين، ومكنهم من طرد مئات آلاف الفلسطينيين الذين صاروا لاجئين، ما زال أغلبهم يرفض الاعتراف بقرار التقسيم، ويصر على أن المقاومة هي أقصر الطرق للعودة وتحرير فلسطين.


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات