قبول فلسطين في اليونسكو
يبدو ان سيناريو طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد تكرر ولكن ليس بنفس الخاتمة ،الدول التي اجتمعت في قاعة الجمعية العامة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)المنظمة التابعة لمظلة الامم المتحدة كانت قد صوتت بثلثي اعضائها مع حق فلسطين بعضوية كاملة في هذه المنظمة بعد ان كانت بصفة مراقب قبل ذلك ،وبدخول فلسطين قاعة الجمعية يكون عدد الدول الاعضاء في اليونسكو قد وصل الى 195 عضوا ، كان قد صوت من بينها 14 بلدا ضد القرار، فيما امتنع 52 بلدا عن التصويت منها ايطاليا وبريطانيا ،وبذا تكون اليونيسكو اول منظمة تابعة للامم المتحدة تقر عضوية كاملة لفلسطين المحتلة.
تلك النتيجة اوردت ردود فعل متضاربة حولها فمن مهنيء ومحث الى مستنكر وكاره اذ ان قبول فلسطين يعد قبولا استثنائيا لدولة كانت قد تقدمت قبل ذلك الى عضوية في الامم المتحدة حملها الرئيس الفلسطيني في 23من سبتمبر 2011 والذي قوبل بالرفض والاستهجان الكبير من قبل الجانب الاسرائيلي اولا والجانب الامريكي ثانيا ،فيما عبرت اسرائيل عن قلقها من هذا الاجراء وتوعدت بفرض عقوبات تمس الجانب الفلسطيني ،هذا القلق الاسرائيلي يعتبر مبررا اذا ما واجهنا حائط الصراع العربي الصهيوني ليأتي تعقيب المانيا على ذلك القبول بقولها انه يضر عملية السلام في الشرق الاوسط ناهيك عن موقف الولايات المتحدة الامريكية من ذلك القرار والذي يعني مبدئيا خسارة المنظمة التعليمية والتراثية حوالي 20% من ميزانيتها المخصصة من قبل الدولة العظمى .
في باريس حيث دار الجدل اما ان يشكل القرار تقدما ايجابيا فلسطينيا واما قد ينسف عملية السلام الجارية بين الفلسطينين والاسرائيليين عندها ستكون منظمة التحرير قد بدأت سجالا اخر مع دولة الاحتلال خاصة ان الفلسطينين يراهنون على ان ذلك القرار سيفتح الباب امام تغيير هائل على صعيد التحشيد الدولي وخدمة القضية الفلسطينية وشعبها المشرد.
وكان ان شكل الاعلان فرحة غامرة للداخل الفلسطيني وعلى راسه حركة المقاومة الاسلامية حماس في قطاع غزة الا انه ربما يبشر بفجوة جديدة بين سياسة كل من منظمة التحرير بقيادة محمود عباس والحركة الاسلامية حماس فيما يخص اسلوب التعاطي الواقعي مع المجتمع الدولي والتعريف بالقضية الفلسطينية وبتراث ارضها وشعبها ونضاله .
وفي حين امتنعت بريطانيا عن التصويت ،صوتت دول اروبية بالقبول من بينها فرنسا واسبانيا وبلجيكا والنرويج والنمسا ولكسمبرغ وايرلندا وغيرها، بالاضافة لدول من القارة السوداء وامريكا اللاتينية وكان على قائمة الدول الاكثر دعما لذلك القرار كل من الصين وروسيا تلك الاخيرة التي اعترفت بفلسطين كدولة تتنفس على ارضها قبل ذلك واستبشرت بهذه الخطوة التي ستساعد كثيرا في اثبات هوية الفلسطينين عبر العالم بحقهم المسلوب .
تلك المواقف والاراء كانت قد شغلتني بمصير القضية الفلسطينية الضبابي وذكرتني بمواقف كثيرة للمجتمع الدولي كان فيها خاذلا في حين ومخذولا في احايين كثيرة فعندما اسمع عن تصويت الولايات المتحدة ضد القرار لا يصدمني ذلك فهنالك مثلا فرنسا كانت مع قبول فلسطين في اليونيسكو ولكن الذي يدفعني الى الصورة التعتيمية هو حجم ثقل ملف القضية الفلسطينية، هل ستنجح في الحصول على عضويتها الكاملة في الامم المتحدة ؟وهل تعد تلك الاعترافات الدولية ضامنة بما فيه الكفاية لارجاع الحقوق لاصحابها؟