فلسطين عضو في ( منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة)
يعتبر قبول فلسطين كعضو كامل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة انتصار جديد للدبلوماسية الفلسطينية ، بعد الانتصار الذي حققتة الدبلوماسية الفلسطينية في أروقة الأمم المتحدة في شهر أيلول من عام ،2011 والإنتصار الذي حققته حماس في صفقة تبادل الأسرى . فالقبول بعد اثنين وعشرين عاما من تقديم الطلب خير من الإستمرار في رفضه ، وسيشكل بداية حتمية طبيعية للإنضمام لبقية المنظمات الدولية.فهذه المنظمات الدولية بالمجمل هي بنىً إجتماعية وثقافية واقتصادية لها قدرة على التأثير في العلاقات الدولية، ولها قوانين خاصة بها تجعلها مستقلة وغير خاضعة لأمزجة الدول الكبرى.
المنظمة الدولية المذكورة هي إحدى المنابر الدولية، التي يمكن استثمارها لتحقيق جزء من طموحات الشعب الفلسطيني في الحفاظ على هويته الثقافية والحضارية . والحفاظ على تراثة الثقافي ، وموروثه الشعبي. لان فلسطين الثقافة والتاريخ والتراث كما الارض تتعرض لهجمات شرسة من إسرائيل لطمس معالمها ومحو الهوية الفلسطينية عن الخريطة الدوليه جغرافيا وبشريا وحضاريا.
قلنا ان الانضمام الى هذه المنظمة يعتبر انتصارا يمكن استثماره ،استنادا على معرفتنا بأن من الأهداف الرئيسة لهذه المظمة الدولية، هو تعزيز التعاون الولي وعلى اعتبارها مركزا لتبادل الأفكار ونشر المعلومات بين الدول. إضافة إلى عملها الجاد في مساعدة الدول في بناء القوى البشرية واالعمل على إطلاق الحوارات الهادفة التي من شأنها نشر المعرفة والتبادل الثقافي والعلمي ،وتكريس مبدأ إحترام حقوق الإنسان وكرامته .
فعن طريق العمل الجاد للمؤسسات الرسمية والشعبية الفلسطينية ،يمكن التأْسيس لمشاركات فلسطينية فاعلة في كل المجالات واستثمار هذا المنبر الدولي للتعريف بالثقافة الفلسطينية والأنجازات العلمية وصون التراث الفلسطيني من الضياع.وإطلاق حوارات جادة تساعد العالم الذي غيبت عنه الحقائق طويلا أن يتعرف على هذا الشعب وثقافتة .
يشير التصويت الذي تم على أساسه إعتماد فلسطين كعضو كامل العضوية في المنظمة، أن هناك وعي أممي بضرورة رفع الضيم عن هذا الشعب. فموافقة مئة وسبع دول على قبول العضوية مقابل اربعة عشر دولة صوتت ضد المشروع وامتناع مصلحي خجول لإثنتين وخمسين دولة ، هو قرار أغلبية يمكن البناء عليه، بأن الأمور تسير بالإتجاه الصحيح وأن بوصلة التصحيح الدولية تسير باتجاه يمكن ان يخرج من عباءة الهيمنة الامريكية والغربية .ولم يكن الموقف الأمريكي المتناغم دوما مع الموقف الإسرائيلي والقاضي بوقف المساهمة المالية الأمريكية، والمقدرة ب22% من ميزانية المنظمة المذكورةن إلا دليل أكيد على أن هذا النجاح الفلسطيني لا يتفق والسياسة الامريكية المساندة لإسرائيل في كل المحافل الدولية.
لا شك أن الموقف العربي الذي التزم بدعم فلسطين في الأروقة الدولية، له أثر كبير في تشجيع الفلسطينيين على السير قدما بإتجاه رسم معالم الدولة، وتحقيق مبدأْ حق الشعوب في تقرير المصير طبقاً للمواثيق الدولية . ولا يخرج من هذا الإطار الموقف الرسمي والشعبي الأردني الداعم للأخوة الفلسطينيين في كل المجالات وعلى كل الصعد .
أما الموقف الفرنسي فقد كان هذه المرة موقفا آيجابيا وقد صوتت فرنسا لصالح فلسطين، رغم أن المحللين يربطون ذلك إلى نية فرنسا بعدم التصويت لصالح قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في هيئة الأمم. الا أننا نقول أن هذا التحليل سابق لإوانه، وأن لكل حادث حديث، وأنه يجب تقديم الشكر لفرنسا على الأقل لعدم توافقها مع الموقف الأمريكي .
وما أثلج الصدر هو موقف حماس الذي جاء متناغماً مع موقف السلطة الوطنية دون لولوات ، ودون وضع أي احتمالات اوتحسبات، بل كان مؤيداً للقرار ،ما يدل على أن السلطة وحماس، لا تسيران بخطين متوازيين تماما ، وأنهما من الممكن أن يلتقيا دون اعتبارات فصائلية ، عندما تتلاقى مصالح الشعب.