النائب الظهراوي يكتب : الحل السوري بيد الشعب السوري
المدينة نيوز - جميعنا في الوطن نرقب بحزن وخوف مايحدث على أرض سوريا, على المستوى الميداني والسياسي,من الجهود العربية لإحتواء الأزمة إلى عقوبات أوروبا وأمريكا ومناصرة الصين وروسيا .
بعيداً عما يحدث على الأرض فالمواقف الرسمية السورية هي مناصرة للقضايا القومية العربية ,فاإحتضان حركة حماس والرفض لأي صلح مع العدو الصهيوني بشروطه وكذلك دعم المقاومة في جنوب لبنان ومقاومة الوجود الأمريكي في العراق هي علامات تسجل للنظام السوري ,فجميعها حسنات لايختلف عليها الوطنيون العروبيون.
لكن في المقابل إرتكب النظام السوري مجازر بحق شعبه وبإعتراف القيادة السورية بأنها أخطاء كبيرة ,فالشعب تحرك على الظلم الإجتماعي الذي لاعلاقة له بمواقف الدولة السياسية والقومية,فكان القتل والتقتيل وسفك الدماء السورية بلاحدود.
لقد إستغلت الدول الأجنبية الفرصة التاريخية وتحاول أن تجير رياح الربيع العربي السوري لصالحها للمضي قدماً بتنفيذ سياساتها ومخططاتها المرسومة ما قبل الربيع العربي, وما يمنعها هو الكثير من الحسابات على مستوى الخسائر البشرية والمادية فسوريا دولة إقليمية النفوذ والسيناريو الليبي صعب التحقيق في سوريا.
الإعلام هو سلاح راهنت عليه الدول الغربية بقوة لكشف عورات النظام السوري أمام شعبه ولتظهر مدى بشاعة النظام ضد أبناءه,لقد دعمت وراهنت على أمل أن يزداد الحقد الشعبي إلى مرحلة التأزيم ولحظة الطوفان الذي سيطيح خلال أيام أو أسابيع بالنظام على يد شعبه, ولكن ماذا حدث في سوريا مختلف عن الدول الأخرى على المستوى الشعبي؟
إن ماساعد النظام السوري خلال الفترة السابقة على الصمود هو وقوف غالبية الطبقة المتوسطة والتي تشكل دمشق وحلب السواد الأعظم منها مع النظام خوفاً على مستقبل سوريا مما ساعد على تماسك الجيش.
نعم في سوريا ظلم إجتماعي وقبضة أمنية حديدية على الحياة العامة والحياة السياسية والحزبية وقمع للحريات, ولكن هناك خوف من قبل المواطن على الوطن من العدو الأكبر المتربص بسوريا,فالقناعة الراسخة بأن سقوط النظام بأيدي أجنبيه هي خسارة سيدفع الشعب السوري ثمنها في النهاية.
موقفي من سوريا هو من إيماني بحق الشعب السوري بأن يعيش بكرامة ويتمتع بحياة ديمقراطية حقيقة و مع رفض التدخل الأجنبي الصهيو أمريكي أو غيره بأي صورة في تغيير النظام السوري لأن مصالحنا أخر همهم.
إن جيوشهم الصماء لاتتحرك بلاثمن فالدول الكبرى ليست جمعيات خيرية, فلكل شيء ثمن والخاسر في النهاية , نحن العرب.
أمنياتي أن تبقى سوريا العروبية الحصن المقاوم والحاضنة للنضال الفلسطيني,وأن تجتمع كافة أطياف النضال الشعبي الميداني وقوى المعارضة الوطنية والنظام السوري على طاولة حوار على مبدأ أنهم شركاء في سوريا مابعد الربيع العربي ,وحتى يتحقق ذلك على النظام أن يستبق حسن النوايا بوقف كافة العمليات العسكرية على الأرض ويحقن الدماء السورية,مع الأخذ بعين الإعتبار أولاً وأخيراً مشيئة الشعب السوري وقراره المصيري بأن يغفر للنظام نهر الدم المسفوك أم لا.