بين إصلاح المعارضة ومعارضة الإصلاح

تم نشره السبت 05 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 03:34 مساءً
بين إصلاح المعارضة ومعارضة الإصلاح
يسار خصاونه

نتفق مع المعارضة أن هلال الإصلاح لم تثبت رؤيته ، ونتفق معها أيضاً أننا ما زلنا حائرين بين الخيط الأبيض ، والخيط الأسود ، وأن ملامح وهوية الإصلاح لم تتشكل بعد ، فهل تتفق معنا المعارضة أنها هي ذاتها بحاجة إلى إصلاح أيضاً ؟؟
... لم تكن مفاجأة لأي مطلع ما ظهرت عليه المعارضة في صورتها النهائية في ليبيا ، واليمن ، وسوريا ، فإن ما كشفته وسائل الإعلام كان كفيلاً بأن نحكم عليها وليس لها ، فقد ميـّزتها ضبابية في الرؤية ، والتسرع في اتخاذ القرارات غير المدروسة ، إضافة إلى انقسامها ، وغياب التنسيق بينها ، فإذا كانت هذه حالها فماذا نرتجي منها ؟ لقد دفعها ذلك إلى الاختباء خلف الأحلاف غير المؤمنة بحق الشعوب بحياة كريمة ، إننا بحاجة إلى معارضة واعية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبارات ،وعندهاوضوح في الرؤية ، وتعقل في اتخاذ القرارات وإطلاق الأحكام ، معارضة متحدة في أهدافها تملك برنامجها المتفق عليه من جميع الأطراف ، إننا بحاجة إلى معارضة ذات صوت واحد هو نعم للوطن ، والوطن فوق الجميع .
كنا وما زلنا ضد أي حاكم يقتل شعبه ، وبالمقابل فنحن لا نتفق مع أي فئة تتجرأ على رموز الوطن حين تُخطيء هذه الرموز في اجتهاداتها ، فتتجاوز هذه الفئة مرحلة التصويب إلى مرحلة العقاب ، فهل أخذت تصريحاً من شعبها في موقفها هذا أو ذاك ؟
تُخطيء المعارضة حين تظن نفسها بديلاً عمن تُعارضه ، وإذا كانت كذلك فهي تسعى إلى الحكم وليس إلى الإصلاح ، فإذا كانت هذه المعارضة تطالب بالحكم حقاً مشروعاً لها وحدها وبالتالي إقصاء الآخرين الذين لا يتفقون معها في طرحها فتكون بذلك نسخة مشوهة عن الحُـكم الذي رفضته وعارضته ، وسوف تكون أشد فتكاً وظلماً ، وقبل أن تفكر المعارضة بذلك عليها أن تدرك تماماً التجانس الكبير بين فئات الشعب ، فكراً ،ومُعتقداً،وتربية ، إلا إذا كانت تملك قيادات من خارج هذا التجانس فتلك المصيبة الكبرى ، وليس جديداً القول ، أن على المعارضة ، وأجهزة الحكم أن تدرك كل منهما الدور الوطني الذي هو أمانة من الشعب في أعناقهم.
ليس فينا من لا يخطئ ، وأكثرنا خطأ ذلك الذي يُصر بأنه لا يخطئ ويحاول أن يفرض خطأه على الجميع بكل وسيلة يراها ، دون أن يفكر لحظة واحدة بالمصلحة العامة للوطن والمواطنين ، ويكون بذلك قد أسلم نفسه لطيش سوف يدمره قبل أن يدمر الآخرين ، وهذا الأمر من حالة الأنا المتغطرسة يلتقي فيها صوت بعض المعارضين مع صراخ بعض المسؤولين ، فالفاشل من الاثنين هو الذي يُعارض الآخر من أجل المعارضة فقط ، وبالتالي من أجل مصالح رخيصة يتمنى أن يحصل عليها .
علينا أن نكون أكثر حضارة في نزاعاتنا ، ولن نكون كذلك إذا لم نتوحد تحت راية الوطن ، عندها فقط تتوحد كلمة المعارضة وكلمة النظام ضمن برامج تحفظ حق الوطن في وجوده حراً وعزيزاً ، ويبقى شيء واحد نتنازع عليه هو آلية تنفيذ هذه البرامج . وهذا ما يخدم الوطن ، عندها سنقف مع المعارضة والنظام معاً.
وأخيراً أقولها بصراحة مطلقة ويلٌ لمن أجبرنا على قول نعم وفي فمنا تكبر والويل الويل لمن قال لا وفي نفسه نعم فكم ظلموا الوطن .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات