!يا لعيب يا خريب
خلال قرائتي لمقال لاحد الاخوه الاعزاء لفتت انتباهي هذه العباره(يا لعيب يا خريب) وذهبت بي بعيدا الى الوراء عندما كنا اطفالا ونذهب لنلعب مع الاطفال الاخرين...فاذا وجدناهم قد سبقونا الى اللعب وقد شكلوا فريقهم..كنا نأتي ونحاول رغامهم على اشراكنا في اللعب ونقول :يا لعيب ..يا خريب....فاما ان تشركزنا في اللعبه او نقوم بتخريبها ، أما الان فقد أصبحت تطبق من الاطفال ومن بعض الجهات الموجوده في البلد...فاما ان يتم اشراكهم في صنع القرار او انه يقوم بالاعتراض...او انه يريد ان يبتعد عن المشاركه في اي سلطه في البلد سواء السلطه التشريعيه او السلطه التنفيذيه وبعد ذلك يريد الاصلاح عن بعد.. بالريموت كنترول ,ويقول سأبقى في حالة اعتصام او حالة تظاهر الى أن يتم تنفيذ جميع مطالبي..فاين الوطنيه في ذلك واين حب الوطن الذي نتغنى به؟لم يكن الوطن يوما كعكة نقتسمها..ولا كان مطية للوصول الى اهداف بعيده عن المصلحه الوطنيه العليا..اين خطابات الذين يدعون الوطنيه واين اشعارهم؟هل صدق نزار قباني عندما قال :
يا أيها الوطن المسافر في الخطابة والقصائد والنصوص المسرحيه يا أيها الوطن المصور في بطاقات السياحه والخرائط والاغاني المدرسيه ؟
هل كان الوطن يوما مثل وصفة الطبيب الذي يصف علاجا للالم ويكتب عليه حبتبن عند الحاجه او عند اللزوم؟
أم أنه يسكن في أعماق كل انسان شريف بكل ما في الوطن من ايجابيات اوسلبيات...من صحة ومن مرض...من تقدم ومن تراجع..وحتى هذه السلبيات والمرض والتراجع التي ذكرتها هل اصلاحها مطلوب من نحو ثلاثين شخصا في البلد يمثلون الوزراء؟ وباقي الشعب عليه فقط أن ينتظر قطف الثمار كما ينتظر المزارع قطف ثمار الزيتون في نهاية الموسم؟؟
أين المشاركه؟ واين تحمل المسؤوليات الجسام؟اين المؤسسات؟اين الجمعيات؟اين الهيئات ؟
وهنا سؤال هام يطرح نفسه حول دور المعارضه والثقافه الشعبيه حول كلمة المعارضه وكيف سوقت المعارضه نفسها بين ابناء الشعب..لا ادري لماذا ارتبط أغلب المعارضه بمعنى الهدم اكثر من ارتباطها بمعنى البناء!في حين اننا نقول دائما أن المعارضه جزء من النسيج الوطني ولها دور في بناء المجتمع ولكنني أعتقد أن بعض المعارضين قد ارتكبوا خطا جسيما حينما اعتقدوا ان المعارضه معناها انكار كل جانب مضيء في البلد والتقليل من شأن الانجازات ..ناسين او متناسين ان المعارضه هي اختلاف وجهات النظر حول برامج وخطط ومشاريع وتوجهات..وليس تشويه صورة البلد...وهذه برايي نقطه هامه ومركزيه...وأعتقد ايضا ان هذه النقطه يجب التحقق منها عند كل من يدعي المعارضه...فهناك قسم من المعارضه شريف يسعى لمصلحة البلد ومن منطلق اردني وطني وباسلوب ليس فيه تشويه للبلد,وهناك قسم مختلف تماما وهو معارض للبلد نفسها ولوجودها وشرعيتها ويحاول دائما اظهار صوره سوداويه للاردن وعنده منطلقات طائفيه او فئويه او خارجيه .
والسؤال الاخر الذي يطرح نفسه : القسم الثاني من المعارضه الذي يسعى لتشويه البلد والنيل من منجزاته وحتى انكار شرعية وجود البلد نفسها ..هذا النوع من المعارضه الا يجب نصحهم(والدين النصيحه)فان لم يستجيبوا الا يجب القيام باجراءات تجاههم بهدف الحفاظ على البلد وامنه واستقراره...لكي يبقى بلدنا كالام الحاضنه للجميع...عليها واجب الرعايه لابنائها ...وعلى ابنائها واجب الطاعه والبر تنفيذا لتعليمات ديننا الحنيف الذي تحدث طويلا عن بر الوالدين
نحن جميعا أن الحكومات قد قصرت في عملها على مر السنين وبعضها خرج عن مساره...وانا لم ادافع عن اي حكومه ولن أدافع...وفي النهايه اعضاء الحكومه وموظفيها وصانعي قراراتها هم من مختلف اطياف الشعب ولم يأتوا على متن مركبه فضائيه جاءت من كوكب بعيد.... ولكنني لم اتخيل أن يمسك بعض الاردنيون الذين شربوا من ماء الاردن فاسا وبدل ان يستعملوه للبناء ..يقومون باستعماله للضرب في جسم الوطن!!!ولم اتصور أن الاردني الذي عرف عنه النخوه والانتماء للوطن أن ينتظر من الحكومه ان تقوم بكل شيء اما هو فعليه قطف الثمار فقط!!كما أنني لم أتصور ان يقول أحد للحكومه اما لعيب واما خريب...
هل نريد من رئيس الحكومه أن يتعلم الخياطه لكي يفصل البلد على شكل ستة ملايين ثوب, كل ثوب على مقاس كل مواطن...لم نعد نرى شخص واحد راضي عن الوضع...وحتى لو أصبح رئيس الحكومه محترفا في الخياطه,فهل نملك من القماش ما يكفي؟