بلطجة السفارات
ظاهرة جديدة بدأت تغزو المجتمع الأردني وتسيء إلى سمعة المملكة التي أعطت نموذجا أصبح يحتذى في ممارسة حق التعبير ضمن القنوات السلمية التي لا تسعى إلى النيل من كرامة الوطن والدول الأخرى سواء الشقيقة أو الصديقة بغض النظر عن طبيعة نظام الحكم فيها أو الأحداث الداخلية سواء نتفق معها أو نختلف .
وحقيقة إن ما حدث من مشاهد تدمي القلب أمام السفارة السورية لا يليق بمواقف الأردنيين فإذا كنا لا نقبل تحت أي ظرف من الظروف تحطيم أو تكسير سفارة الاحتلال في عمان فإننا بنفس الوقت لا نقبل الاعتداء على سفارة دولة شقيقة وان كنا لا نتفق أبدا مع ممارسات وسياسة النظام السوري بحق ابنائة الذين خرجوا بطل معركة ميسلون يوسف العظمة ودحروا الاحتلال الفرنسي .
وغدا سيخرج أبطال السفارة السورية بتصريحات تسيء إلى الأردن وأجهزته الأمنية تحت ذرائع وحجج واهية أبرزها أن الحكومة الأردنية تشكل غطاءا للأنظمة الاستبدادية وقمع الشعوب متناسين أن من واجب أي بلد في العالم حماية المقرات والبعثات الدبلوماسية ولو اقتضى الأمر اللجوء إلى خيار القوة .
ما الذي يمنع يا أبطال القومية العربية الجلوس أمام السفارة السورية ورفع الشعارات التي تستطيعون من خلالها إيصال رسالتكم بدلا من استخدام سياسة العنف التي قد تؤدي في النهاية إلى انقلاب السحر على الساحر ويصبح مثل هذا الحدث البسيط مثار فتنة بين الشعب الأردني الواحد الذي يشاطر الشعب السوري همومه ومشاعره.
يا أحرار العرب أناشدكم الله أتقبلون أن يقوم مجموعة من الأشخاص بالاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية الأردنية في أي دولة بالعالم وان حدث مثل هذا الفعل يا ترى عندها ماذا سيكون موقفكم من هذا الفعل المشين؟