حكومة "عونستان " تواجه مصيرها..!!
عقد مجلس وزراء إقليم "عونستان " جلسة طارئة لمناقشة أعمال شغب سلمية عارمة شهدها الإقليم وشارك فيها شباب وشيوخ ونساء وأطفال، وشخصيات سياسية مستقلة احتجاجاً على قرار كانت ستتخذه الحكومة بإجراء انتخابات عامة متعهدة بأنها ستكون الأنزه في تاريخ الإقليم الممتد لأكثر من ستين عاماً..
وعندما تطرق وزير الانتخابات والحقوق السياسية للأسباب التي حدت بوقوع أعمال الشغب، رغم أن القرار المزمع اتخاذه ينسجم مع حركات الإصلاح ودوافع الربيع التي تشهدها كثير من دول المنطقة المجاورة، قائلاً بأن هذه الأعمال غير مبررة، خصوصاً مع تعهد الحكومة بأن الانتخابات القادمة ستكون نزيهة، مما سيرفع من شعبية الحكومة وثقة الناس بقدرتها على تحمل مسؤولياتها الوطنية بكفاءة في ظل ظروف غير طبيعية، أكد وزير الداخلية في استعراضه للمشهد الاحتجاجي في الشارع، بأن قوى الأمن كانت حريصة على ضبط النفس وتنفيذ تعليمات دولة الرئيس بعدم التعرض للمحتجين، حتى وهم يمارسون أعمال الشغب السلمي بأشكال مختلفة منها أن أحد المحتجين وقف على سطح عمارة شاهقة، رافعاً شعار "الشعب يريد محاكمة المزوّرين "، وثلة من الشباب تجمعوا أمام مقر "الأمم المتحدة " مطالبين بمراقبة أممية لأي انتخابات قادمة لضمان عدم التزوير، ومجموعة من النسوة وقفن في عرض ميدان "التنوير " مطالبات برحيل الحكومة وإصلاح رأس الإقليم حتى لا تتكرر حالات "استهبال " الشعب من جديد..!! فيما وقفت مجموعة من الشيوخ أمام مقر إقامة الرئيس وطالبوا بتأجيل الانتخابات ريثما يصار إلى الاتفاق على نظام انتخابي يحقق مشاركة حقيقية للجميع على أسس عادلة وضمن معايير تضمن بلوغ درجة مقبولة من الديمقراطية تتناسب مع ديمقراطيات دول نامية سياسياً واقتصادياً، وأردف وزير الداخلية بأن مشهد الضرب الذي تعرض له عدد من الشباب ورأيناه على شاشة " الراصدة " إما أن يكون فبركة إعلامية من قناة موجَّهة، وإما أنه ناتج عن أعمال بلطجة لفئة خارجة على القانون..!!
أما وزير الإعلام فقد لفت أنظار مجلس الوزراء إلى أن قناة "عارض " الفضائية غير المستقلة حرصت خلال الأزمة على تسليط الضوء على أصوات القوى المعارضة، ولم تحاول نقل صوت الحكومة ومؤيديها إلى العالم، مما يمس مهنية هذه القناة ويؤشر إلى انحيازها وتبنيها لأجندة خاصة، واقترح بأن تتقدم الحكومة بشكوى ضد القناة إلى منظمة "صحفيون بلا حدود " و "الاتحاد الدولي للصحافة و "منظمة حقوق الدول غير المنحازة " أو أن تتخذ الحكومة قراراً بـمقاطعة القناة والتضييق عليها..!! فيما اتهم وزير الشباب قوى مغرضة لم يُسمّها بأنها تقف وراء هذه الأحداث وتحاول استغلال القوى الشبابية لتحقيق أهدافها..!!
رئيس الوزراء قال بأن الواقع السياسي والاقتصادي لا يسمح بالتأزيم، وطالب وزراءه بأن يتحلوْا بالحنكة والدهاء والحكمة في التعامل مع مجريات الواقع، وأن لا يلجأوا إلى أي عمل يستفز الناس، خصوصاً في المناطق التي تشهد تزايداً في جيوب الفقر، والتي لا تكاد تنال حصتها من مكتسبات التنمية لأسباب كثيرة أقلها أن عاصمة الإقليم المأهولة تستحوذ على الكعكة فيما لا ينال المناطق الأخرى سوى الفتات، وشدّد الرئيس من جديد بأن حكومته لن تسمح بأي تزوير للانتخابات، حتى لو كان الثمن استقالته شخصياً من منصبه..!!
وفيما كان وزير المالية يستعرض ضيق ذات يد الخزينة، والعجز الكبير المتوقع، مما يشلّ يد الحكومة عن تنفيذ أي مشروعات تنموية، ما يستلزم فرض حزمة إصلاحات ضريبية جديدة وضبط الدعم والاستعانة بنصائح دولية لتخفيف حدة الأزمة المالية، تعهد وزير المشاريع والتمويل الدولي ببذل أقصى جهوده لجذب المزيد من المساعدات، شريطة أن تتمكن الحكومة من إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وأن لا تلجأ أي جهة إلى التدخل بالتزوير، حتى نضمن إظهار صورة ديمقراطية زاهية لإقليمنا... وفي الأثناء دخل مدير مكتب الرئيس حاملاً هاتفه الخلوي مومئاً للرئيس بالرد على مكالمة مهمة.. وما هي إلا لحظات حتى أعلن رئيس الحكومة استقالة حكومته وتأجيل الانتخابات التي كانت ستُجرى نزيهة حرة وشفافة على حدّ قول رئيس حكومة إقليم "عونستان " المستقيل..!!