الشعب الاردني.. والعليق وقت الغاره
أصبح من المالوف لدينا أن الذي يريد أن يحقق شهره يبدأ في الكتابه ضد الحكومه..وقد كدنا أن نجد كتابا يباع في السوق عنوانه يقول: "كيف تصبح نجما في خمسة أيام بدون معلم " على غرار الكتب التي تتحدث عن تعلم الانجليزيه وغيرها في خمسة ايام بدون معلم..والجواب واضح طبعا هو ان تبدأ اللعن والسب في الحكومات المتعاقبه وعندها ستصبح نجما...واذا قام أحد بمخالفة هذه القاعده في الكتابه يبدأون كيل الاتهامات له بأنه منحاز الى جانب الحكومه وقد يصوره البعض بأنه عميل وخائن ومتواطئ مع الحكومه...وكأن الحكومه جاءت من الدوله الصهيونيه...بل بالعكس ان الصهاينه بيننا وبينهم سلام ..اما الحكومه فلا يجب ان يكون بيننا وبينها اي نوع من السلام...بل انها حرب شعواء لا هوادة فيها..والمصيبه في الامر انها بالفعل تأكل الاخضر واليابس
اليست هذه ثقافه عجيبه؟؟كيف سينجح وطن تكون فيه الحكومه في واد والشعب في واد اخر!!نحن قليلا ما نسمع الدعوه لكي يضع الشعب يده في يد الحكومه من اجل النهوض بالبلد...ولكنني ارى أنه الحل الان وخصوصا الحكومه الاخيره التي نتوسم فيها الخير حتى يثبت العكس-ولا نتمنى ان يثبت العكس-ولكنها حكومة انقاذ كما يقول البعض..فهل سمعنا عن شخص يتم انقاذه وهو لا يريد ان ينقذه احد؟؟وهل يستطيع الطبيب معالجة شخص هو لا يريد العلاج اصلا؟؟
اننا لم نسمع عن الحكومه انها جاءت من كوكب اخر فلماذا لا تضع المؤسسات جميعها يدها بيد الحكومه ..بالتعاون مع القطاع الخاص ومع الشعب الاردني لكي نستطيع تجاوز المحنه؟؟
انا لم اقل ابدا أن تترك الحكومه بدون رقيب ولا حسيب...بل بالعكس يجب أن يتم تفعيل السلطات الرقابيه والتشريعيه ويجب تعزيز الفصل بين السلطات واقرار القوانين التي تحاسب المقصرين من الحكومه...ولكن ما أسباب هذه الظاهره العجيبه ..-اقصد العداء المطلق للحكومه-؟اعتقد ان الافراط في الحديث عن الفساد كان وما يزال احد اهم الاسباب..وبالفعل احيانا يتكلمون عن الاردن وكأنها صاله للعب البوكر في لاس فيغاس...والحقيقه انها ليست كذلك..الفساد موجود ويجب محاربته من قبل كل مواطن شريف ولكن الافراط في الموضوع هو الخطأ الذي يضر بالعلاقه بين الشعب والحكومه ويضر بعملية الاصلاح التي نطالب بها جميعا ..كما أنه يضر بسمعة البلد بين دول العالم .
إن الظرف دقيق..وكل شخص يجب ان يتحمل مسئولياته قبل فوات الاوان...الاصلاح هو اصلاح شامل ويمشي في خطوط متوازيه حتى يحقق المنشود منه..الحكومه هي المسئوله عن تسيير امور الناس..وعن تنفيذ الاصلاح المطلوب وعن تحقيق العداله بين افراد الشعب وعليها الاهتمام بزيادة وعي الشعب في كل المجالات بالاضافه الى المسئوليات الاخرى المنوطه بها...القطاع الخاص عليه واجب النهوض بالبلد ودعم الحكومه ومساعدتها في تنفيذ برامجها...السلطه التشريعيه عليها أن تقوم بمراقبة عمل الحكومه وارشادها وتقديم النصح المشوره والتشريع وليس الرقابه من اجل الفضائح والتشهير وأخذ المواقف السلبيه فقط...القضاء عليه أن يقوم بواجبه العظيم في احقاق الحق ومحاسبة المقصرين والفاسدين,,وعليه ان يكون عادلا شجاعا ولا يخشى في الحق لومة لائم...الهيئات والمؤسسات الاخرى عليها أن تقوم بواجباتها في دعم كل السلطات بما فيها الحكومه... القطاعات العسكريه عليها ان تحافظ على الامن والامان للشعب وعليها أن تقوم بعملها انطلاقا من شرف الخدمه العسكريه وبكل مهنيه واحترافيه,أخيرا المواطن وهو ركيزة الاصلاح الاولى...عليه ان يقوم باصلاح الذات وان يتصرف بوعي وحكمه ..وعليه المطالبه بالاصلاح بطريقه منظمه وحضاريه ولا أجد هنا افضل من الطريقه الحزبيه ولابد اولا واخيرا من تشجيع الحياه الحزبيه في البلد .
ما أسهل الحياه عندما يعرف كل انسان ما له وما عليه..وعندها نستطيع النهوض ببلدنا الغالي وتجاوز المحنه...أما ان نبقى مكتوفي الايدي لا نعمل شيئا الا الكلام عن فساد الحكومه فهذا هو التخاذل بعينه...وقد يقول قائل انني أدافع عن الحكومه ..وان قالها شخص -كما سمعت ذلك سابقا- فانني سأستغرب ذلك كثيرا(مع احترامي لحرية الاراء)...وانني اقولها كلمه للشعب الاردني الحبيب:اننا منذ خمسين سنه ونحن نمارس الطخ على الحكومات ..فما الذي حصلنا عليه؟؟؟ اذن لماذا لا نجرب ان نضع ايدينا مع بعضنا وان تكون قلوبنا متحده مع بعضها ..لا كالتي وصفها رب العزه بقوله "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى "صدق الله العظيم...قبل أن يأتي وقت لا نستطيع فيه الرجوع الى الوراء فنعض على ايدينا مرددين المثل القائل "العليق عند الغاره ما بنفع "..فهل هذا ممكن؟؟؟؟