أبواق عربية رسمية وخاصة .. في خدمة الشيطان ..؟
مرة أخرى ،، من المعيب والمؤسف أنه ما زال الإعلام العربي عاجزاً حتى الآن عن السعي لخدمة القضايا العربية .. بل أساء كثيراً للعرب ولقضاياهم المحورية ، ومن أهمها قضية فلسطين ؛ في الوقت الذي استطاع فيه الإعلام الأمريكي "ومنه المُعرب " ، والذي تديره الصهيونية أن يُصور العرب ، بأنهم إرهابيون ومتوحشون ،، وأن ليس لهم أي قضية ،، فيما يُصور اليهود والإسرائيليين بأنهم ملائكة وأصحاب حق في فلسطين ..
ليس المهم فيما تفعله وسائل الإعلام الصهيونية ، والتي حل محلها بعض الأبواق العربية وما تدس في أفواهنا وعقولنا من " سموم " ، ولكن المهم هو ما لم يستطيع الإعلام العربي أن يفعله ،، أو كيف أصبحت وسائل الإعلام العربي من صحافة وتلفزة وشبكات ومواقع الكترونية ، تعمل بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر في خانة ( العملاء ) أحيانا ؛ عندما تصبح مجرد ( ببغاء ) تردد ما يردده الإعلام الصهيوني ، أو ربما تخضع لسياسات الأنظمة الحاكمة أو الأيدولوجيات ( الخاصة ) التي تخدم الكيان الصهيوني رضيت أم أبت ..
الإعلام العربي في غاية " الإنحلال " السياسي والإعلامي والمهني ؛ فمعظم المحطات العربية الفضائية منشغلة بالفتنة وتأجيجها وتعمل على المزيد من اسالة الدماء وتتفرج ! في عدة بلدان عربية عزيزة علينا كما نشاهد هذه الأيام ، بينما تواصل محطات التلفزة الأمريكية بث كل ما هو مسيء للإنسان العربي ؛ من خلال استغلال هذه الثورات على بعض الأنظمة العربية التي ( صنعتها هي ) ، وإخضاع نفسية المواطن العربي لسلسة من الإحباطات والمعلومات الخاطئة والتحريات البوليسية والإهانات ؛ فهي تتعمد تشويه الحقائق وقلبها تماما ، لتنسخ من ذاكرة العرب مشاهد ومواقف تخص مصالحهم وقضاياهم ..
أما الصحافة العربية ممثلة بالصحف وبعض المواقع الإلكترونية فلم تعد تلك الصحافة الحرة التي تبث نبض المكلومين .. حتى أصبحت بعض هذه الصحف والمواقع الإلكترونية وسيلة لنقل الأخبار القصيرة المجردة من الأعماق والتحليلات المنقوصة المحرفة في بعضها ، والتي تتطابق والأهداف التي تسعى الحركة الصهيونية لتطبيقها في زمن تسيطر عليه " العولمة " على كل شيء ..
وما دمنا نعاني من " أجندة " مفروضه علينا فكريا وصحيا ونفسيا فإنه يتوجب على إعلامنا أن يُخرِج نفسه أولا من حالة الذهول والإرهاق .. ثم يحاول أن يُخرجنا من حالة الإحباط والملل .. فهل يتحقق ذلك فعلا في ظل كل ما يحيط بوطننا العربي الآن من أحداث وإسالة للدماء ..؟ ومن يحتل أرضنا ويدوس على كرامتنا ومقدساتنا في فلسطين والعراق ، يتفرج ويفرح وقد يتغول أكثر ، ويحتل في هذه الغفوة الجديدة ... ؟ وهل سيبقى بعض اعلامنا العربي في خدمة نفس هذا الشيطان فقط ..رغم (كثرة الشياطين في الارض .. من هنا صادقا إذا قلت أن هناك دماء غزيره تسيل الآن من الشعوب العربيه يتحمل وزرها بعض الإعلام العربي ومن (يسوقه كما يسوق الماشيه ويدعي بالإعلام الحر والمهني ..؟