التعذيب في السجون الأردنية .. صيحة نذير

تم نشره السبت 19 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 03:50 مساءً
التعذيب في السجون الأردنية .. صيحة نذير
ضياء الدين العطيات

لم يعرف المسلمون في عهد النبوة سجنًا ولا معتقلاً لفرد من أفراد المسلمين، فقد كانت العدالة بأجمل معانيها والرعاية لأبناء الدولة على اختلاف أديانهم وحفظ حقوقهم وكرامتهم عنوانا بارزا لسماحة الإسلام وعدله.

وحيث ابتعدنا عن تطبيق هذه المعايير السامية التي جاء بها النبي الأمين، وسيّد الهاشميين عليه الصلاة والسلام، فقد أنشئت السجون والمعتقلات التي تهدف إلى تأديب الجناة وردعهم وإصلاحهم، كما أنشئت معتقلات للسياسيين وأصحاب الأفكار المحظورة!

وبالرغم من أننا نعيش في بلد يشهد دعوات للإصلاح وكرامة المواطن وحقوقه وحريته، إلا أن واقع السجون ومراكز التوقيف والمعتقلات يدق نواقيس الخطر.

لقد وضعت التشريعات التي تضمن كرامة الإنسان ، وحقوقه، والإجراءات القانونية لاعتقاله، وظروف السجن، والمعايير والمواصفات المتعلقة بالمكان الذي يتم إيداع السجين فيه، وحقوق السجين داخل السجن، وأثناء التحقيق، ومدة التحقيق، والمحاكمة.

إلا أن الخلل الكبير والخطير يكمن في عدم تطبيق الكثير من هذه اللوائح والحقوق، وتتردد التقارير من مراكز حقوق الإنسان عن وقائع التعذيب والمعاملة القاسية، وأشكال الاعتقال المهينة والترويع، والعزل في ظروف غير إنسانية، ليتبين أن المعتقل في كثير من الأحيان كان بريئا بعد أن تم اعتقاله لأشهر، وتشريد أسرته، وطرده من وظيفته، ولا يجد جهة قضائية تنتصف له، وتأخذ بحقّه!

إن ما شهدته الكثير من الدول عبر التاريخ من ثورات وانقلابات وقتل وانعدام للأمن، كان منشؤها الأساس هو السجون والمعتقلات الظالمة، التي لم تراعي الهدف الذي أقيمت من أجله، فبدلا من الإصلاح والتأديب بالعدل، كانت الإهانة والتعذيب والظلم، ليتحوّل النزيل من مواطن مخطئ أومظلوم إلى شخص معارض حاقد يسعى للانتقام بأي وسيلة ممن ذاق على أيديهم أنواع الإذلال والنّكال، وهذا ما نحذّر منه ولا نريد أن نراه في أردننا الغالي.

إن التهاون في حقوق السجناء، وعدم الشفافية في توضيح واقع السجين وظروف اعتقاله  وغياب العدالة والمحاسبة لمن ارتكب الجرائم بحق المعتقلين – كما جاء في تقرير المركز الوطني لحقوق الإنسان-، ليضع نقطة سوداء في مسيرة الإصلاح وحرية المواطن وكرامته.

عشرات الإضرابات في السجون، وعشرات الشكاوى التي قدمت تشتكي التعذيب، وحالات الوفيات داخل السجون، وغياب ظروف المحاكمات العادلة، وغياب الرعاية والتوجيه النفسي والصحي والأخلاقي، وعدم فتح السجون -السياسية منها خاصة- أمام المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني، ومنع من وقع عليه ظلم من المطالبة بحقه وتعويضه، وعدم تطبيق المعايير الدولية للسجون وحقوق السجناء ... كلها ألوان سوداء من الظلم تسيء إلى وطننا وحضارته وكرامة أبنائه.


لن يصلح حالنا إلا بإيماننا وعدلنا ومنعنا للظلم وكف يد الظالمين، حتى ننعم بالأمن والأمان كما وعد الله حين قال: ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات