أيُّها الحـــبيب ..........وداعــــاً
في الذكرى ألم وفي القلب غصة وفي العيون دموع تترقرق ولمحمد في ذكراه أكتب:
قال الشاعر:
ومن عجب أني أحـــــــن إليهم وأسأل عنهم من لقيت وقد كانوا معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبـــــي وهـــم بين أضلعي
لمثل هذه الأيام أكتب............ وعلى أكنافها ينتحر قلمي . سأكتب حباً ووفاءً ، حزناً وحنيناً. سأكتب كلمات ما ادخرتها إلا لمثل هذا اليوم . سأكتب لك يا محـــــــــــــــمد .
سأكتب لتلك القامة والهيبة والعنفوان ................سأكتب للروح التي عَلِمَت وعَلَّمَتنا أن في الحياة روح.
أيها الأمس الجميل وسينفونية الحزن الأبدي ...........أيها الصاحب والرفيق:
يتأججني شوقٌ إليك ، وكأني ببابي كل صباح سيفتح لتَلثُم عيناي عيناك وتشرَئِبُ روحي هوساً في لقياك. ألقاك كل يوم يا محمد ألقاك بين ثنايا الجامعة وقاعات الكلية ، ألقاك في عيون محبيك ألقاك في كل بسمةِ حُب أراها على شفاه اصدقائك أراك في مُحَيَّا طلابكَ المشتاقين أراك في أمسي ويومي وفي غدي......... باقٍ أنت.
لك الحب و الوفاء..... لك الحنين و الدموع.... يا صديق من صدقت..... وحبيب من أحببت. لأني ما عرفت فيك - مذ عرفتك - إلا الابتسامة تشع من وجهك.... الضحوك، ولأني ما سمعت عنك منذ عاشرتك.... إلا الحُسنى كلامًا.... والصدق لسانًا، فكيف أتكلف وانت بالصدق معهود, نعم اخي محمد ان بساطتك وعفويتك هي سر محبة الناس لك، ولأن صدقك وإخلاصك ووفاءك ، هي التي جعلت كل من يعرفك يتحسر اليوم عليك. فإن الذي جعل الفقد فيك عظيمًا، والحزن أليمًا أنك كنت دومًا فوق الألم - رغم معاناتك صابرًا، ومع ما قاسيته وكابدته في دنياك شاكرًا، لقد ذهب الصوت الحنون الذي طالما وجه وبسط الحقائق الكبيرة ببساطة الفطرة، ذهب محمد بكل صفاء الرجال الكبار العظام، أنا لن أقول أني وكل أحبابك قد اشتقنا إليك .....لااا، إنما هدَّنَا الشوق ومالَ علينا الزمان وكأن الله سلب صبري بك ، واختزل امتحاني بفقدك ، ونَزَعَ من روحي شيئا منها.
آه .. وما أصعب الآهة عليك .. ستبقى منقوشا كالوشم في ذاكرتنا ووجداننا
يا غائباً طواه الثرى ... دعوت لك الله نعيماً وإحسانا
أدعو لك الله جنةً ورضوانا ... وأدعوه لي ولأهلك صبراً وسلوانا
ارتحت للبكاء عند ذكراك ... ففقدك أذاب صخراً صوانا
يقولون عيبٌ بكاء الرجل ... فو الله قولهم زوراً وبهتاناً
لو فقدوا ما فقدت ... لبكوا كما تبكي الأرامل الحزانى
بكيتك وأبكيك عند التذكرة ... فالبكاء يزيل أو يخفف الأحزانا
إن أنت لم أبكيك فمن أبك ... أعز منك أو أقرب إنسانا
أيا محـــمـــــد........... قدَّر الله وما شـــاء فعل, قدَّر أن يختاركَ حين ما شــاء ، يختار وما نختار. إنما
نُودِعُكَ عند خير من حفظ الودائع ، عند من لا تضيع ودائعه. نتذرعُ له بأن يتجاوز عن خطاياك ، ويُبدلُك داراً خيراً من دارك، وأهلاً خيراً من أهلك ، وصحبةً خيراً من صحبتك ................ آميـــــــــــن يا رب العالمين.
أخوك الذي لن ينساك
د.عامر الحروب