الأردن ودعم الصمود الفلسطيني
في ظل زحمة الانشغال الإقليمي بالحراك الشعبي أو ما عاد يعرف بالربيع العربي تكرس الدبلوماسية الأردنية جهودها لدعم الصمود الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
أولى بشائر هذا الدعم الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك إلى الأراضي الفلسطينية في مؤشر واضح لأول زعيم عربي على تكريس وتجذير مفهوم الحق الفلسطيني في تقرير مصيره خصوصا بعد أن ودع العالم مفهوم الاحتلال العسكري منذ عقود .
وان كان النظام الأردني قد دفع فاتورة خطاباته في الأمم المتحدة والكونغرس الأمريكي ودول أوروبا حول تعرية إسرائيل وسياسة الصلف التي تنتهجها لفرض المزيد من الاملاءات والتنازلات من خلال فتح الملفات الداخلية تحت مسميات حقوق الإنسان وهيمنة السلطة الأمنية على القرار فان كل هذه الضغوط لم تثني صانع القرار على الاستمرار في مسيرة النضال السياسي ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
ويجب أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير وخطوة على الطريق الصحيح لجميع القادة العرب لان يحذو حذو جلالته في زيارة الأراضي المحتلة كإحدى إشكال الدعم المعنوي للشعب الفلسطيني الذي يناضل ويقارع آلة الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ستين عاما.
هذه الزيارة أسبقت بخطوة مماثلة من جانب المملكة وهي إعادة المياه إلى مجاريها مع حركة حماس التي تشكل احد الفصائل الأساسية في مجرى التعامل المستقبلي للقضية سواء على الصعيدين العسكري والسياسي.
وتترافق عجلة الماكينة السياسية الأردنية مع حراك شعبي لدعم صمود الأشقاء حيث تستجمع الفعاليات الشعبية والتيارات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني قواها لتنظيم مسيرة مليونية ولو من قبيل الدعم السياسي لإيصال رسالة واضحة إلى الكيان الإسرائيلي أن الشعب الفلسطيني ليس بمفرده .
في المقابل فان منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة حركتي فتح وحماس مطالبتان بدعم المملكة في مواجهة تشويه الدور المحوري للمملكة والوقوف في وجه الأبواق الإسرائيلية التي تنفث سمومها بين الحين والأخر في دس السم باللبن أن الأردن هو الوطن البديل الفلسطينيين.