40 عاما على رحيل الشهيد وصفي التل ( صور وفيديو )

المدينة نيوز - وصفي مصطفى وهبي صالح المصطفى التل سياسي ورئيس وزراء أردني. شكل حكومته الأولى في 28 يناير 1962 قدمت الوزارة استقالتها بتاريخ 2 ديسمبر 1962، ثم حكومتين الثانية في 1965 والثالثة من 28 أكتوبر 1970 حتى 28 نوفمبر 1971. تقلد مناصب أخرى حتى اغتياله في العام 1971 في القاهرة .
طفولته : ولد في 1919، أبوه شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الملقب بعرار وأمه منيفة إبراهيم بابان. أنهى أبوه دراسته في مدرسة عنبر في دمشق والتحق بقطاع التعليم في العراق، وهناك تعرف بأمه، بعد ولادة وصفي التل عاد أبوه إلى الأردن ليدرس في مدارسه، قضى وصفي بعض طفولته في شمال العراق ليعود إلى مدينة والده إربد بعد بلوغه السادسة من العمر، ويبقى متنقلا مع والده وبسبب ضيق الحال ومشاكل والده السياسية ليعيش هو وإخوته بعد ذلك في منزل عم والدهم موسى المصطفى اليوسف التل صاحب المال في ذلك الوقت لفترة من الزمن.
أسرته : ينتمي وصفي التل إلى عائلة التل التي تقطن شمال الأردن وخصوصا مدينة إربد والتي تعود بجذورها إلى الزيادنة وهم من الاشراف قدموا من الحجاز ومنهم الامير ظاهر العمر الزيداني الذي حكم عكا وحوران وشمال الأردن من عام 1730 وحتى عام 1775 ولكن الحكومة العثمانية قاتلتهم وامرت الجزار بإبادة الزيادنة من بلاد الشام خوفا من امتداد الامارة الزيادنة واستقلالها، فتفرقوا في البلاد وأخذوا يغيرون اسماءهم تخفيا من الجزار وجيشه الذي ارتكب ابشع المجازر في قتل الزيادنة واعوانهم.
نشأته : أنهى وصفي دراسته الثانوية من مدرسة السلط الثانوية في العام 1937 م ليلتحق بكلية العلوم الطبيعية في الجامعة الأمريكية في بيروت مع رفاق دربه القاضي محمود ضيف الله الهنانده الذي توفي بحادث وخليل السالم وحمد الفرحان وأبو رضوان الصمادي الذين كانوا من رجالات الدولة المعروفين خلال الأربعة العقود الماضية وتأثر في أفكاره السياسية بحركة القوميين العرب التي كانت على خلاف مع حركة القوميين السوريين.
بداياته ومشاركته في حرب 48بعد عودته إلى الأردن:
التحق وصفي بالعمل الحكومي ودرس في عدد من مدارس الكرك وغيرها،
انضم إلى الجيش البريطاني ثم سرح من الخدمة بسبب ميوله القومية العربية
التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي، وحارب في حرب فلسطين في 1948 م.
استقر بعدها في القدس ليعمل في المركز العربي الذي كان يديره موسى العلمي.
التحق بوظيفة مأمور ضرائب في مأمورية ضريبة الدخل وموظفا في مديرية التوجيه الوطني التي كانت مسؤولة عن الإعلام في 1955.
تزوج سعدية الجابري ذات الأصول الحلبية وتوفيت السيدة سعدية عام 1995م وكانت قد أوصت بتحويل بيته إلى متحف وهذا ما حدث بالفعل، يذكر أن التل لم ينجب أطفالا.
وصفي التل وحرب حزير : ان كان موقف وصفي التل من حرب حزيران واضحا وصريحا ومباشرا ويتلخص وبإصرار على عدم الدخول في الحرب مهما كانت الأسباب ومهما كانت المبررات والدوافع فالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية آنذاك كانت تؤكد بوقوع الهزيمة. وعلاوة على ذلك وبالنسبة للأردن الكارثة باحتلال الضفة الغربية والقدس العربية. وعلى امتداد اليوم السابق ليوم الحرب أي يوم الأحد 4 حزيران 1967، كان وصفي، ثائراً منفعلاً عصبي المزاج، ولقد كان آنذاك رئيساً للديوان الملكي، وكان يردد باستمرار: أن الخطر الداهم يزحف نحو أمتنا العربية وأن الهزيمة قادمة وأن الكارثة مقبلة على الأردن، ولا سبيل لدفع كل ذلك عن الأردن إلا بعدم دخول الحرب. وكان يجيب على الاستفسارات التي توجه إليه بقوله: "إذا دخلنا الحرب، فإن الهزيمة والكارثة قادمتان لا محالة".
اغتياله : اغتيل وصفي التل في القاهرة، وقد ذكر بعد ذلك مدير المخابرات الأردنية وقتها الفريق نذير رشيد بأنه قام بتحذير وصفي التل "بأن النظام الناصري يعد لاغتياله" فقال له (ما حدا بموت ناقص عمر والأعمار بيد الله). وقد تم الاغتيال في ردهة فندق شيراتون القاهرة حيث كان وصفي التل يتجول فتقدم منه عزت رباح وأفرغ رصاصات مسدسه في جسده وسط ذهول حراسه والوزراء العرب الذين سارعوا بالاختباء، وعلى الفور اعتقل الأمن المصري المنفذين وشرع في التحقيقات معهم، حيث توجهت أنظار الأمن المصري إلى أبو يوسف النجار وهو الأمر الذي نفاه التحقيق وأعلنت صحف القاهرة وعلى رأس الصفحة الأول أن(المتهم الأول والعقل المدبر للعملية وقائد المجموعة هو المتهم الفار فخري العمري).
كان وصفي التل أول من أطلق شعار "عمان هانوي العرب"، أي جعل عمان عاصمة النضال الفلسطيني .
قصيدة لحيدر محمود عن الراحل وصفي التل :
قدْ عادَ من موتِهِ وصفي ليسألـَـني: هل ما يزالُ على عـَهْدي بهِ وَطــَني
و لمْ يَقلْ - إذ رأى دمعي يُغالبُني: ألا كفى! و أعيدوني الى كفني!
فباطنُ الأرض ِ للأحرار ِ أكرمُ منْ كل ِّ الذي فوقَ ظهر ِ الأرض ِ من عَفـَن ِ
ماذا أقولُ لوصفي؟ والدماءُ على كلتا يديّ تـُعرّيني، وتفضَحُني؟!
أنا قتلتُ أبي! والحِقدُ يَعـْصِفُ بي وكان مني مكانَ الروح ِ في البـَدَن ِ
وهْو الذي من ظلام الخوفِ أخرَجَني و من قـُيود ِ الأسى، والزَيــْـفِ، حرّرني
ماذا أقولُ لهُ ؟: إني تركتـُك للتـُجار ِ، في النَار ِ، كي يمتد َّ بي زَمـَني!؟
ما كـُنتُ أُوثرُ أن يمتدَ بي لأرَى بـَحْري يُراودُني عني، وعن سُـفـُـني
لقد رأيتُ الذي حذ ّرت منه: أذىً على أذى ً، وأسىً كالظـل ّ يـَتـْـبعُني
عن كـُلّ ِ هَمّ ٍ أنا المسؤولُ ، أدفعُ ما لا يستحقُ عليّ َ الدفعُ من ثمن ِ!
دفعتُ حتـّى فواتيرَ اللـّصوص، وما أزالُ أدفعُها في السّـر ِّ، والعـَلـَن ِ
هذا زمانُ نـَعَمْ في أبجديَة ِ مَنْ لم يَبـْـقَ مـِن ْ خيْـلـِهـِم ْ فيهـِم ْ سوى الرّسَن ِ
وصفي! وأعرفُ أن ّ الرُوحَ تـَسمعُني إرجـِعْ ..ولو شوكة ً في الخصر ِ توجعُني
أو زهرة ً ًمن زُهور ِ القــَفـْر يابسة ً تحمي بقايايَ: من ضَعف ٍ، ومن ْ وَهَن ِ
إرجع كعُصفور ِ دُوريّ ٍ ، يُذكَــّرُنا بأنَ ثمَة َ غـُصـْـنا ً، بعدُ، لم يـَهُن ِ
وأنَ ثمَة َ لحْـنا ً ليسَ يَسمعُهُ الاَ الذين َ لهُم قلبان ِ في الأ ُذن ِ
هذا حِمانا ، و نحنُ العاشقونَ لهُ وأنتَ في كـُلِ قلبٍ غير ِ مُرتهَن ِ
عَرارُنا واحدٌ والشعرُ موعدُنا و لنْ تحيدَ قوافينا عن السـُّـنـَن ِ
أدعو عَراراً الى الذكرى، ليُنشدَنا: عفا الصَفا، وانتفى فالناسُ في شـَجـَن ِ
قدْ غاب عنا الوفا والحُبُّ هاجرَ مِــنْ قُلوبـِنا..فكأن ّ الحُب َّ لم يكـُن ِ
يا خالَ عَمـّارَ، صارَ النَاسُ مزرعة ً للمارقين َ! و باتوا هُم ْ بلا ســَكـَن ِ!
حتــّى الخرابيشُ " لفـّوها..ورُحـِّــلَ مَنْفيها.. لكي يستـُروا العوْرات ِ في المــُدُن ِ!
وســِّع لنا يا أبـا وصفي، فإنَ بناشوقاً للُقياكَ! وافـْـرِدْ رُقعة َ الكـَـفـَن ِ!
وقـُـل لوصفي بأنا قادمون َ معا ًكي لا نُصَـليَ بَعْدَ الله ِ، لـلوَثــَـن ِ!.